لا يختلف اثنان على كون زلزال الحوز قد شرد الملايين، الذين فقدوا منازلهم بفعل كارثة الثامن شتنبر الماضي، عانوا من الفقد ومن الجوع ومن الايواء لأيام، لكن المساعدات الإنسانية غطت بعضا من حاجياتهم، ولعل الخيام كانت أهم ما بقي لهم ليستروا به أنفسهم ويقوهم من حرارة الشمس وبرودة الجو
كان للخيام دور مهم لا يمكن انكاره، لكن الأكيد أن الجميع نبه من عدم ايفائها بالغرض المرجو منها ما إن تسقط الأمطار أو تتحرك الرياح، هو كذلك ما وقع، في ورزازات وفي جو عاصف طارت بعض الخيام ولم تصمد، أما في الحوز فتهاطلت الأمطار فتسربت المياه إلى داخل الخيام، ما فاقم معاناة المتضررين الذين لا زالوا لم يستصيغوا هول الفقد والكارثة، ليفقدوا بوصلة الاستقرار المؤقت داخل الخيام.
لا بد من الإشارة إلى أن المناطق المتضررة من الزلزال بالأطلس تشهد رياح عاصفية قوية كل فصل خريف، والتي تقتلع الأشجار في بعض الاحيان فكيف للخيام أن تصمد خلالها، أما الأمطار فهي كذلك تكون مخلفاتها كبيرة لحدة التضاريس ووعورتها، ثم البرد الذي يصل لمستويات قياسية تعجز الجدران السميكة من صده فما بال الخيام، لذلك يبدو أنه من الواجب أن تتوافر الجهود أكثر من ذي قبل للحلول دون وقوع كارثة أكبر، وإيجاد حلول من صناديق حديدية مركبة عوضا عن الخيام أو غيرها من الحلول التي تحافظ على الإنسان المتضرر وتحفظ له كرامته حتى حين إعادة البناء والاعمار.
المصدر : https://tinghir.info/?p=68389