مهرجان “كان” أكبر تظاهرة عالمية للفن السابع تسجل حضورا مميزا للسينما المغربية في دورته السادسة والسبعين التي اختتمت يوم 27 ماي 2023، ولأول مرة تحصد ثلاث جوائز من خلال أربع مشاركات، وتضمن لجنة التحكيم لإسم مغربي، بعد مشاركات جديرة بالتنويه لعل أبرزها مشاركة الفيلم المغربي “علي صوتك” لنبيل عيوش الموسم الماضي
السينما المغربية ربما لم تحقق إنجازا مهما كهذا من قبل، فقد تم تسجيل أربع مشاركات وحصد ثلاث جوائز، إذ تمت مشاركة كل من فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير والذي حصل على جائزة الإخراج، وفيلم “عصابات” للمخرج كمال لزرق والذي حصل بدوره على جائزة لجنة التحكيم في قسم “نظرة ما”، فيما جاء الدور على مشاركة المخرجة الشابة زينب واكريم في قسم “Cinéfondation” المخصص لأفلام المدارس السينمائية بفيلم “أيور” “قمر” الناطق بالأمازيغية ليحصل على الجائزة الثالثة.
كما لا نفوت اختيار فيلم “الثلث الخالي” لفوزي بنسعيدي للمشاركة في فقرة “نصف شهر المخرجين” كما تبوأت المخرجة مريم التوزاني مقعدها كعضوة في لجنة التحكيم الرسمية لمسابقة الفيلم الطويل. بالإضافة إلى هذا تم الإعلان أيضا عن فوز فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير بجائزة أخرى في كان وهي جائزة “العين الذهبية” مناصفة مع فيلم “بنات ألفة” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية المشارك في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، وتمنح هذه الجائزة لأفضل فيلم وثائقي مشارك في كل أقسام مسابقات مهرجان كان.
وتضمن مقال بمجلة سينيفيليا السينمائية للناقد السينمائي عبد الكريم واكريم قول المخرجة أسماء المدير، “”كذب أبيض” هو أول أفلامي السينمائية، بدأت كتابته أيام الدراسة وكبرنا معا، لطالما حكيت قصص الآخرين بحكم إلمامي بمدرسة الوثائقي واليوم أجدني أحكي جانبا مني، كما حكاها تاركوفسكي يوما: (السينما فن معقد وعلينا أن نقدم ذواتنا قربانا لهذا الفن)، أظنه كان على صواب”، وختمت أسماء تصريحها قائلة “لم يحصل فيلمي (كذب أبيض) على أي دعم من المركز السينمائي المغربي لكن أتكلم بصفة عامة، المغرب يستحق أن يكون حاضرا سينمائيا في كل مهرجانات العالم لأنه بلد لديه طاقات سينمائية”. والمغرب يستحق هذا النجاح، إنه يصرف على السينما أكثر من أي بلد مغاربي آخر”.
وبخصوص مشاركة السينما المغربية في مهرجان كان هذا العام تقول زينب واكريم “شكرا بزاف على الرسائل الزوينة لي قريت ليوم… شكرا على تشجيعاتكم”. أو رسالة ديالي لناس زوينين لي مالحقتش نشكرهم واحد بواحد (ارحم ربي ويلي ازرنين):
يَاتْ تْزْوٍيتْ ؤُورَِا تْسْكَرْ تَامْنْْتْ !
أدعوكم إلى الاتحاد… عرب، مغاربة أمازيغيين فمن دون الإتحاد لن تقوى نحلة على صنع العسل”.
هكذا تبرز السينما المغربية الناطقة منها بالأمازيغية والعربية بأكبر المحافل العالمية، حاملة رسالة إلى العالم مفادها أن السينما المغربية قادمة وبقوة، وأخرى رمزية إلى الفعاليات السينمائية داخل المغرب بدعم المخرجين الشباب الحاملين للنظريات والتقنيات والمعارف والأفكار السينمائية، فألف مبروك المخرجين الفائزين والمشتركين ومن خلالهم للسينما المغربية.
بقلم: عبد العزيز اقباب
المصدر : https://tinghir.info/?p=67588
