تنفق مديرية الطرق وخلفها بالطبع وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك مبالغ كبيرة جدا في محاربة زحف الرمال في الصحراء والحرب مستمرة مع الرمال والرمال تزداد ضراوة يوما بعد يوم والأموال تبذر هناك عبثا وسفها وهي من أموال الشعب المغربي ومن جيوب دافعي الضرائب التي تزداد سنة بعد سنة.
زرت مدينة العيون أمس الخميس وكنت في ضيافة المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بعد توجيه من المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر, وكان الهدف عرض مشروعي لتحويل زحف الرمال من مشكلة إلى ثروة.
عرضت بالفعل على المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مشروعي لمنع زحف الرمال منعا تاما, حيث دعا المدير الجهوي مساعديه لقاعة الاجتماعات وفيها كل لوازم النقاش والتوضيح متوفرة.
بدأت عرضي بطريقة تثبيت الرمال في مصبات الأودية, بداية شرحت كيفية بناء جدارات بعرض مترين وإلى ثلاثة أمتار في جنبات الوادي وفي وسطه حيث تميل نحو الجهتين كلما اقتربت من الشاطئ, وفي الوسط يكون جدار في قلب الوادي ممتد مع الوادي وفي نهايته يتفرع عنه فرعين وبذلك تمنع الحيطان من أكياس الرمل تقدم الرمال في الوادي وتتجمع في مصب الوادي وحال جريان الوادي يدفع الرمال في البحر.
بالنسبة لجنبات الطرق التي تخترقها بعض أودية الرمل مشروعي هو إقامة جدار من أكياس الرمل بعيدا عن الطريق بحوالي 1000متر وارتفاع الجدار نزيده كلما تجمع عليه الرمل بأكياس الرمل وحال يصل ارتفاع الجدار إلى حوالي 20 متر مثلا نغطي جبل الرمل بالبلاستيك ونقيم جدار أخر بعيدا عن الأول بحوالي 500متر وبنفس الطريقة ويبقى ما بين الجدارين كله حاجز يثبت ملايين الأمتار المكعبة من الرمال.
بالنسبة لما بين طرفاية والعيون حيث تقل الحواجز الصخرية ما بين البحر والبر يلزم وفي بعض الأماكن حيث تتسرب الرمال نحو البر, أن نقيم جدارا من أكياس الرمل على حد الملك العام البحري نزيد ارتفاع الجدار كلما تجمع عليه الرمل ومن الرمل طبعا.
وبنفس الطريقة حال تتجمع جبال من الرمل على الجدار نغطيها بالشباك البلاستيكي ونمنع تحركها تماما.
الذي عاينته من تعامل مديرية الطرق مع زحف الرمال هو تخصيص جرافتين أو أكثر لكل موقع تقاطع بين وادي الرمل وبين الطرق المعبدة, وأحيانا بناء بناية بالقرب من وادي الرمل تكون مهمتها إدارية تقف على زحف الرمال في الحين.
حين شاهدت تدخلات مديرية الطرق مع وادي الرمل شبهتها كما لو وجدت جرافات وشاحنة إغاثة ومقرا إداريا قرب وادي دائم الجريان تقريبا, مهمة الجرافات هي إصلاح الطريق التي يفسدها الوادي.
وفي كل وقت وحال يجري الوادي بما لا تشتهي الجرافات فإنها تعجز بالطبع وتنقطع الطريق ويتوقف السائقون في جهتي الطريق منتظرين ساعات وربما يوما كاملا.
ما الذي ستقوله أيها المواطن لو وجدت الجرافات تصلح الطريق في وادي جاري وهو يحمل الحجارة والأتربة والجرافات تضعها في قلب الوادي لعلها تصلح معبرا ليمر منه السائقون؟
بالطبع ستتعجب, بدل أن تشيد قنطرة على الوادي تكون معها الطريق صالحة للمرور حتى وفي أشد حالات الوادي جريانا, فإن ما يقام في الصحراء هو تلاعب مع الرمال وفرح بها أحيانا لأنها بلا شك تدر مبالغ مهمة على المستفيدين من تلك العملية البدائية.
إن كان الإنسان وجد حلا للماء وهو أشد قوة من الرمل فكيف لا يجد حلا للرمل؟ قدمت لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك مشروع تثبيت رمال الصحراء في نفس يوم تقديمه للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وسجل لدى الوزارة تحت رقم 10945/14 بتاريخ: 2014.09.01أحيل بعدها على مديرية الطريق بصفتها المعنية المباشرة.
مديرية الطرق بدورها حولته للمركز الوطني للدراسات الطرقية مند تاريخ 2014.09.10 ولحد الساعة لا جواب كتابي ولا اتصال هاتفي منهم, المعلومات التي قدمتها وأقدمها أحصل عليها من الهاتف من موظفين صادقين يجيبون بصدق وحسن نية.
مدرية الطرق الجهوية بكلميم قصدتها بالفعل مند بداية شهر شتنبر وعرضت عليهم مشروع تثبيت الرمال في الصحراء ومعالجة مشكل غلق الرمال للطرق معالجة أبدية تقريبا, فأعجب البعض منهم بالمشروع والبعض لم يفهم أو غير مستعد للفهم.
حولت المشروع برمته مقالات تشرحه وفيديوهات توضحه أكثر, لمعالي وزير التجهيز والنقل واللوجستيك في بريده الالكتروني, فرحب طبعا لكني لحد الساعة انتظر جوابا كتابيا أو اتصالا للحضور والمناقشة وفي أي مكان تختاره الوزارة لأسمع من المهندسين والمعنيين بزحف الرمال على الطرق لعلهم يقنعوني أن مشروعي فاشل وغير سليم وغير واقعي.
إتصلت اليوم بمديرية الطرق ولقيت من يسمعني فيها, فشرحت في كلمات زيارتي للعيون ووقوفي مع المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على مشكل الرمال وإعطاء حلول لكل حالة على حدا, فقال لي مخاطبي لما لم تمر على المديرية الجهوية للتجهيز والنقل واللوجستيك في العيون؟
قلت لو كانت 50 يوما كافية لكم للجواب علي وتوجيهي لديهم لفعلت طبعا, أما أن احضر لديهم بلا توجيه فهم بالطبع لن يسمعوا مني ولن يرحبوا وربما قد أجد منهم من يهاجمني لأن ما قدمته بلا شك ليس في صالحه.
المصدر : https://tinghir.info/?p=674