إن فعل الكتابة إنعكاس لإحساس داخلي أحيانا تمليه دواعي نفسية أو عاطفية كالتشبيت أو الغزل في الشعر العربي، أو مقالة إجتماعية عاكسة لظواهر أو الإغراق في المديح لأغراض داتية وهو مع الهجو في النهاية متماهيان لا يــــــؤديان أي رسالة نبيــــلة عليــــا.
ليست غايتي في هذا التقديم التعريف بفعل الكتابة أو تداعياته وتمظهراته بل لنفض الغبار قدر المستطاع من كآبة المنزعجين من مقالة بسيطة ليست الهدف منها النيل من أحد أو السب والقذف ضد أحد أو أبعد ذلك لإحراج أحد.
إن الأوراش الكبرى التي إفتتـحنــا بها الألــفية كانت نموذجا للإقتداء حتى من طرف الذيــــن سبـــقـــونا في التقنية والصناعة قد تكون عقيدة للتتنمية موشومة بعنوان عريــــض “الإنسانية العامة” وحتى من خصومنا وأعدائنا.
حينما طرقت باب عامل صاحب الجلالة كرئيس جمعية تركيــط للتنمية والصداقة بين الشعوب مع رفاقــي مسؤولـــي الجمعيات بواكليـــم كان لغاية الإستفسار عن سد كان سينجز في الوقت الذي أعددنا فيه ملفاً كاملاً بتنسيق مع “هيدروليــك بدون حدود” التي تعنى بتمويل مشاريع تنموية كالخطارات والسواقي في الواحات بالجنوب المغربي ، فلما إستفسرنا العامل قال بالحرف “الباراج راه غايتــخـــدم إن شاء الله، الميــزانيـــة راه دايـــزة والــدراسة قريبــة تكمل، شوفـــو شي مشروع آخر خدمــو عليه”.
إن العنايــة الـملكــيـة الســـاميـة بالمجتـمع الـمـدني وبرنـامــج المغرب الأخضر والمبــادرة الوطنــية لـلتنميـــة البشــرية كلها ثورة تحدي لن تعطي أكلها إن لم نكثرث بحب الأرض حتى الهيام وتنغرس في نفوسنا نزعة “بيرون” وتسكتنا بوادينـــا وفيـــافيــنا أينما كنا في مشارف الأرض ومغاربها وتنغرس في قلوبنا “حب الوطن من الإيمان”.
أن تدوس عن الخواطر هيّن جدا حينما تقول الحقيقة أو ما تراه في منطق الواقع كذلك حينداك تثار الفتنة لأنك نبشت في قبــور الذيــــن لا يريـــدون للوطـن أن تكون له موطن قدم بين الأمـم في المستقبــــل.
كان ٱجدادنا في زمانهم رحل يمتهنون الزراعة والترحال ما بين الصيف في أدرار والشتاء في لْقبْلتْ لا توجد فوارق بين هذا وذاك قاسمهم المشترك الوفاء للأرض بحفر السواقي وخدمة الأراضي للزراعة ومن خلالهم ورثنا الإنتماء لهذه الرقعة من الأرض، إنهم شرفاء النبل والشهامة ليس بينهم لصوص يلقبون بأغنياء ولا أغبياء يلقبون بأثرياء.
إن الرجوع إلى الأصل أصل مهما ظن الكثير أوتوهم بذلك أنه في غنى عن مياه الخطـــارات ورمال تركيـــط الزاحفـــة وأنه من المستحيلات العظمى أن يحرث الأرض أو يذهب إلى أَغْبدِيـــلْ في الهزيـــع الأخير من الليل ومن أدراك بأن سيطالب لتستــمــر الحياة في مسقط رأسه وعنوان وجوده كما يقول سارتـــر إن لم يتنـــكــر لذلك.
ذهب الناس في سبل الغنى والسياسة مذاهب متعددة واختلفوا في أسلاكها إختلافا فظيعاً وتناوبـــوا على أمــورنا مــرات ومــرات ولم يهبنا الله فيهم من يحن قلبه أو يهتدي عقله أو يحن لعهد التذكـــار ولو بالطلل البالي.
إن هاجس التنمية المحلية والحد من الهجرة القروية تقتضي منا جميعا مواجهة متزامنة لكل ما يعرقل المشاريـــع والمبادرات لتتظـــافـــر الجهـــود وتتوحد القوى كالصنـــدوق الدولـــي للتنـــمية ا الزراعيـــة وبرنامــج الأمم المتحدة للتنمية.
لا أمنح شواهد الفضل والأخلاق ليس لي الحق في ذلك ولست آهلاله؛ ولا فضل لي من إنزعـــاج المنزعجيــــن، ولا من شوق من شاطرني الرأي وتقاسم معي هم أن تعود تركـــــيط إلى عهدها الزاهر حيث الحياة وتنوع الأشجار والأطيـــار.
وإلى الغير المكثــرثــيــــن والذيــن إستهـــوتهـــم العواصف على الحتمية أننــا سنعـــود وســنــرددهـــا جمـــاعة علــى لســــان نــزار قبّـــانـــي.
حســــن برقـــــوش
المصدر : https://tinghir.info/?p=6662
