رواية انثى بوكافر تحكي تفاصيل مقاومة ايت عطا للمستعمر .. تنغير انفو تنفرد بحوار حصري مع الكاتب سعيد بودبوز

admin
2022-10-07T19:26:12+01:00
آخر الأخبار
admin7 أكتوبر 2022
رواية انثى بوكافر تحكي تفاصيل مقاومة ايت عطا للمستعمر .. تنغير انفو تنفرد بحوار حصري مع الكاتب سعيد بودبوز


حاوره خالد حالمي
حدثنا عن سعيد بودبوز الكاتب و الانسان ۔

  • بدايةً، أشكرك على دعوتي لهذا الحوار. أنا باختصار بدأتُ الكتابة عام 2002. ولكن أوّل نصّ نُشر لي عام 2007 بجريدة محلية بمكناس تُسمى “سايس أخبار”. وأوّل كتاب أصدرته عام 2011 بعنوان “بين ضفة السراء وضفة الضراء- مقاربة سيميائية”، وقد لقي إعجاباً كبيراً حتى من كُتاب كبار أمثال الدكتور جميل حمداوي الذي كتب مقالاً مطوّلاً عن هذا الكتاب واعتبره من الكتب المهمة في مجال النقد السيميائي، والحقيقة أنني فوجئتُ بحجم الإعجاب الذي لقيه هذا الكتاب رغم أنّ طبعته جاءت في منتهى الرداءة، حيث نصب عليّ صاحب المطبعة بمكناس فأخرجه من النور إلى الظلمات بكل المقاييس، ولكن كانت تلك تجربة لم ولن تتكرّر، وإنني دائماً أنصح بعدم نشر الكتاب على نفقة المؤلّف، لأنّ الكتاب الذي لم يستطع أن ينشر ذاته بما يحمل بين دفّتيه، فهو ببساطة لا يستحقّ النشر. وفي عام 2015 صُدر لي الكتاب الثاني بعنوان “نحو مورفولوجيا القصة الحديثة” عن دار اليازوري بالأردن. ثم صُدر لي الكتاب الثالث عام 2016 بعنوان “سيميائية المركزوالهامش في الأدب العربي المعاصر” عن دار الأيام بالأردن. وحصلت على “جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي”عام 2017 عن مجموعتي القصصية “ثور وثورة”، المرتبة الثالثة، والتي صُدرت عام 2018 عن شركة زين السودانية. وفي عام 2020 حصلت على “جائزة الهيئة العربية للمسرح” عن نصّي المسرحي “الحفّارون وقادة الهرب”، المرتبة الثانية. وأخيراً، صُدرت لي رواية “أنثى بوگافر” عن دار بدوي بألمانية، والتي سنتحدث عنها في هذا الحوار.

حدثنا عن سياق تاليف الرواية و سر اختيار العنوان ۔

  • السياق الذي جاءت فيه فكرة هذه الرواية، أنني صُدفةً وجدتُ منشوراً يتضمن صورة لامرأة مقاومة من جنوب شرق المغرب المنسي. لمّا قرأت المنشور، بحثت أكثر عن هذا الاسم وهو “عدجو موح”، فوجدتُ أنها شاعرة أمازيغية، وقد خلّدتها الأشعار الشفاهية في تلك المنطقة، وفي إطار بحثي عن المزيد من المعلومات المتوفّرة حول هذه الشاعرة المقاومة، اكتشفت ملحمة عظيمة قادتها قبيلتها ضد الاستعمار الفرنسي، وهي قبيلة “آيت عطّا” الأمازيغية، فأُعجبتُ كثيراً ببطولة هؤلاء الذين تنكّر لهم التاريخ، وكأنّهم في عزلتهم يكفّرون عن خطيئة عظمى.
    أما سرّ العنوان، فلعلّ صلابة وشراسة البطلة عدجو، التي دحرجت صخوراً ضخمة على الجنود الفرنسيين في معركة بوگافر، كوّنت في ذهني صورة تحاكي صورة هذا الجبل (صاغرو) المتوّج بقمّة بوگافرالصخرية المرعبة التي حمت وحصّنت المقاومين من قذائف العدو كأنها قلعة طبيعية.

ماهي أهم الثيمات و المواضيع التي تتناولها الرواية ۔

  • كما ذكرت سالفاً وأضيف؛ أنّ رواية أنثى بوگافرتحكي عن مقاومة آيت عطّا للحملة الفرنسية الاستعمارية. وإنّ الفترة الزمنية التي تتناولها الرواية تمتدّ من عام 1917 إلى عام 1933. تمتدّ مما قبل معركة البطحاء إلى معركة بوگافر. يبدأ سرد الأحداث من واحة تافلالت، وينتهي على قمّة جبل صاغرو.
    هل واجهتكم صعوبات في اخراج الرواية و اهم صعوبات الابداع الادبي بين الاكرهات الذاتية و الدعم الرسمي ۔
  • بالنسبة للطبع والنشر، لم أجد أية صعوبة مع رواية أنثى بوگافر، حيث أرسلت المخطوط إلى دار بدوي بألمانيا، وتمّت الموافقة على نشره، كما عبّر المدير د. محمد بدوي عن إعجابه الكبير بالرواية، وتكفّلت دار بدوي بكلّ شيء، وبأرقى تعامل. أما مسألة الدعم الرسمي، فهي غير واردة عندي إطلاقاً، وأنا آخر شخص يمكن أن يتوقّع خيراً للمشهد الثقافي بالمغرب على شاكلته الحالية. كل ما يمكن أن أرجوه في مغربنا الحالي، هو أن تقلّ العراقل التي توضع في طريق المبدعين. يا أخي حتى إرسال الكتب عبر البريد المغربي الحالي صار مكلفاً جداً، ففيما مضى كان إرسال المطبوعات مدعوماً. تصوّر أنني منذ أسابيع قليلة أردت إرسال خمس نسخ من كتاب إلى دولة عربية، فقال لي موظف البريد بأنّ تكلفة الإرسال السريع هي 850 درهم ! لمّا رآني صُدمت، قال لي؛ “هناك سعر آخر وهو 500 درهم !”. ولما سألته عن سعر الإرسال العادي والأرخص، قال لي “230 درهم. فعن أي دعم رسمي يمكن أن نتحدث في المغرب الحالي يا أخي؟. أنا ككاتب وكإنسان أقول لك بصدق وصراحة؛ والله، لو كنتُ في أغرب غُربة، ما شعرتُ بمرارة غُربتي في مغربنا على شاكلته الحالية.

كلمة اخيرة للقراء.

  • كلمتي الأخيرة للقراء؛ أرجو أن تلاحظوا بأنّنا في حرب ضروس ضد القراءة والكتاب. هذه الحرب لصالح الصورة والفيديو. لاحظوا كيف يُحارب النص على المواقع الاجتماعية، وكيف يُفسح المجال للصورة والفيديو. وإنّ هذه الوسائل مهما تقدمّت، لن تعوّضكم عن النقص في قراءة الكتب. اقرأ لكي تفهم لماذا يريدونك مجرّد مُشاهد. فلا يمكن للمُشاهد أن يتساوى مع القارئ في فهم وتحليل وتعليل ما يجري. اقرأ، حتى لا يسرقوا منك الجوهر ويتركوا لك المظهر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.