حوار خاص مع رئيس جمعية تعليت بدوار أركيون بزاكورة حول البحث الميداني عن أسباب حرائق الواحة و سبل الوقاية

admin
2022-07-18T14:49:02+01:00
آخر الأخبار
admin18 يوليو 2022
حوار خاص مع رئيس جمعية تعليت بدوار أركيون بزاكورة حول البحث الميداني عن أسباب حرائق الواحة و سبل الوقاية
عبد الحق بوحميد حاوره حسن الطاهري

المغرب بلد التنوع والغنى الطبيعي، يشكل فيه المجال الواحي 15٪ ويتميز بخصائص تميزه عن باقي المجالات، لكنه مجال هش سهل التأثر والتدهور، فقد أصبحت الواحات المغربية مهددة أكثر من أي وقت مضى بأخطار متعددة، وأهم هذه المهددات حرائق أشجار النخيل.

IMG 20220718 WA0013 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

تعاني واحات الجنوب والجنوب الشرقي في كل سنة من تجدد الحرائق حيث همت إقليم زاكورة والراشيدية وطاطا… بمجرد ما تبدأ الحرارة في الإرتفاع حتى قبل البداية الفعلية لفصل الصيف تندلع حرائق هنا وهناك، ففي واحات درعة عانت جميع واحاتها من هذه الظاهرة ( مزكيطة، تنزولين، ترنانة، فزواطة، كتاوة..) حيث عرفت مناطق افلاندرى وتالوين وتسركات وأفرا وتمزموط واولاد يحي وتنزولين حرائق دمرت عددا كبيرا من أشجار النخيل ودمرت معها محصولا مهما من التمور الذي يعتبر أهم مورد للساكنة المحلية.

وتتجلى أهم آثار الحرائق على الواحة في حرق العديد من أشجار النخيل ثم بعض أشجار اللوز والزيتون والمشمش والرمان… التي دمرها الجفاف أصلا، ثم خسائر مادية لدى الأسر جراء فقدان موردها الأساس وهو تمور هذه الأشجار التي تبيعها لتشتري منها حاجياتها الأساسية الأخرى، هذه الآثار السالفة يكون لها انعكاس آخر على المنطقة وهو هجرة العديد من الأسر بسبب تراجع القطاع الفلاحي الذي كانت تركز عليه في معيشتها.


وفي هذا الصدد ولمعرفة أسباب هذه الحرائق قام الأستاذ عبد الحق بوحميد بمعية أعضاء جمعية تعليت للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بدوار أركيون جماعة أفرا إقليم زاكورة، ببحث ميداني في إطار الجمعية فتبين وجود علاقة سببية بين ما تمت الإشارة إليه سابقا من آثار مع أسباب الحرائق في السنوات الأخيرة، ولتبسيط الأمر أكثر فقد توصلنا لعدة أسباب مرتبطة بالانسان الواحي الحالي ( وليس الانسان القديم الذي يعرف مكانة المنظومة الواحية) حيث الإهمال وعدم الإهتمام بالواحة وخاصة أشجار النخيل كان اهم سبب في انتشار الحرائق بكثرة في الآونة الأخيرة ، حيث تسبب هجرة العديد من ملاكي الأراضي الزراعية في الواحة الى ترك حقولهم ونخيلهم دون عناية ( تشطيب الجريد اليابس، سقي الأشجار، غرس المزروعات …) كما يقوم العديد منهم ببيع التمر لشخص آخر وهذا الأخير يقطف ما اشتراه من تمر ويترك باقي مخلفات النخلة في الحقل الأمر الذي يسهل مأمورية انتشار الحرائق بعد اندلاعها. كما أن حرق بقايا الأخشاب في الحقول أثناء عملية الحرث قد يؤدي إلى خروج النار عن السيطرة فتنتقل إلى باقي الأشجار، أضف إلى هذه الأسباب عوامل أخرى طبيعية مرتبطة بالارتفاع الكبير لدرجة الحرارة وقلة التساقطات والجفاف والرياح القوية وموت العديد من أشجار النخيل بسبب مرض البيوض.

IMG 20220718 WA0012 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

وحسب ما صرح به الفاعل الجمعوي و المدني الأستاذ عبد الحق بوحميد رئيس جمعية تعليت، فإن هذه الظاهرة الخطيرة المهددة للنظم البيئية الواحية الهشة نرى أنه من الضروري التكثيف من عمليات التشجير خاصة النخيل وباقي الأشجار المثمرة ، وتنقية الاعشاش وإعادة احياء السواقي والخطارات باعتبارها السبيل الأنسب لتشجيع الفلاح المحلي عوض تركه يواجه غلاء أسعار المحروقات لضخ المياه من الآبار، وتحسيس كل مكونات المجتمع بأهمية الحفاظ على الواحة واعتماد التربية البيئية في المناهج التعليميه كوسيلة لابد منها لتوعية الاطفال والشباب وتحسين ممارساتهم اتجاه البيئة. ووجب كذلك على كل المتدخلين ( الفاعلين المحليين والساكنة) العمل على شق المسالك وسط الواحة، وبناء وحدات لإعادة تدوير بقايا شجر النخيل خصوصا الجريد ليستعمل كعلف للماشية او كسماد طبيعي، وتشجيع الصناعات التقليدية المحلية التي تعتمد على إعادة تدوير مخلفات النخيل، ووضع نقط الماء فيها وإنشاء فروع للوقاية المدنية في عدة جماعات قصد التدخل الأولي.


كما ندعو كذلك إلى سن قوانين تعاقب كل من تسبب في حرق الواحة خاصة وأنه في بعض الاحيان يكون بسبب الانتقام او التهور.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.