قدمت جمعيات المجتمع المدني بقصور ودواوير آيت مولاي المامون، آيت بامعطي، تزكاغين، خطارة أغروض، تيكدة، الكلتا، بدائرة تنجداد، ملتمسا إلى مجموعة من الجهات المعنية، تطالب فيه بإحداث ثانوية إعدادية لفائدة تلميذات وتلاميذ هذه القصور والدواوير، مستندة على تقارب المسافة بينها، وتقاسم نفس معاناة التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالطور الثانوي الإعدادي بكل من قطع الواد وملعب وكلميمة.
وبررت الجمعيات الموقعة تقدمها بهذا الملتمس إلى مجموعة من المشاكل، وعلى رأسها بعد الثانويات الإعدادية التي يتابع فيها التلاميذ دراستهم، وعدم ارتياح آباء وأولياء أمورهم للأوضاع التي يعيشونها خارج أوقات الدراسة بالمؤسسات، خاصة في ظل ضعف الطاقة الاستيعابية للأقسام الداخلية، وغياب قاعات المطالعة والقاعات المتعددة الوسائط داخل المؤسسات، التي من شأن التلاميذ استغلالها خلال أوقات الفراغ، مما يجعلهم عرضة لمجموعة من السلوكيات المشينة، ولآثار ومخلفات التقلبات الجوية.
وأضاف ذات الموقعون في سياق مشاكل ودوافع التقدم بهذا الملتمس، تفاقم مشاكل النقل المدرسي وفي مقدمتها ضعف الأسطول، وعدم قدرة الجهات المتدخلة في هذه الخدمة على تلبية حاجيات التلاميذ بما يضمن لهم متابعة دراستهم بشكل مريح، وغياب نقل عمومي مقنن بالقصور والدواوير المذكورة، لسد الفراغ الذي يخلفه النقل المدرسي، علاوة على نسبة الفقر الذي تعاني منه مجموعة من الأسر على مستوى القصور المذكورة، والذي يحول دون متابعة أبناءها للدراسة على نحو جيد، من خلال عدم قدرتها على تحمل المصاريف المتصلة بالنقل المدرسي.
وذكرت الجمعيات الموقعة أن أهمية إحداث ثانوية إعدادية لفائدة القصور والدواوير المذكورة، تكمن في تقريب المؤسسة إلى الساكنة تماشيا مع مقتضيات المادة 160 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، التي تشترط في كل بناية جديدة في قطاع التربية والتكوين الاستجابة لعدة متطلبات ويتصدرها تقريبها أكثر ما يمكن من السكان المعنيين وإدماجها في إطار الحياة الجماعية، بالإضافة إلى تشجيع الآباء والأولياء على السماح لأبنائهم بمتابعة دراستهم، خاصة الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن بعد حرمانهن من الدراسة أمام الزواج المبكر أو العمل بأجور زهيدة وفي ظروف صعبة، وقطع الطريق أمام الهدر المدرسي، وما يترتب عنه من مشاكل تدفع بالأطفال إلى ولوج سوق الشغل في سن مبكر، أو الانحراف والتعاطي للمخدرات، دون إغفال تكسير الانغلاق وخلق نوع من التلاقح الثقافي بين التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالثانوية الإعدادية، الذين ينحدرون من قصور مختلفة فيما بينها من حيث اللغة والعادات والتقاليد وغيرها من الخصوصيات الثقافية.
وذكرت الجمعيات الموقعة أيضا، بمجموعة من النتائج المتوخاة من إحداث ثانوية إعدادية لفائدة القصور والدواوير المذكورة، منها:
النهوض بقطاع التعليم بهذه المناطق باعتباره من حقوق الإنسان المشروعة، ومن الأسس التي لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة بدونها، والقطيعة مع الماضي الذي يقترن فيه التعليم لدى العديد من الأسر بعد المرحلة الابتدائية بالمعاناة التي لا تشجع على الاستثمار في الأبناء، واستقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ والتلميذات بالمستوى الثانوي الإعدادي، وقطع الطريق أمام انتقال بعض التلاميذ (ممن سمحت لأسرهم الظروف) واستقرارهم بمناطق أخرى، تجنبا للمشاكل التي يتخبط فيها التعليم بمرحلة الثانوي الإعدادي بالمنطقة.
وتأمل الجمعيات الموقعة أن يأخذ ملتمسها بعين الاعتبار، لكون إخراج مشروع ثانوية إعدادية إلى حيز الوجود، من أهم مطالب الساكنة والفاعلين الملحة التي يطمح الجميع إلى تحقيقها، من أجل وضع حد لمعاناة تلاميذ القصور والدواوير المذكورة في الطور الثانوي الإعدادي.
المصدر : https://tinghir.info/?p=65322