نظرة موجزة حول المرأة الأمازيغية عبر التاريخ

admin
اقلام حرة
admin16 مارس 2015
نظرة موجزة حول المرأة الأمازيغية عبر التاريخ
كمال محمد

تعيش المرأة الأمازيغية اليوم واقعا متدنيا الأمر الذي عاد بناء إلى الوراء بحثا عن الصورة المشرقة لها في كتب التاريخ وأحاديث الأولين فقد كانت المرأة الأمازيغية موضوع احترام وسط قومها ينظر إليها الرجل نظرة إكبار وإجلال وتقدير وكانت تحمل مشعل القرارات الأسرية وتقلد مناصب الزعامة فتسير أمور البلاد كقائدة وزعيمة حرب ويشهد لها التاريخ والجذارة في تحمل المسؤوليات الكبرى هاته.

ومن أبرز النساء الأمازيغيات التي ذكرت في المصادر التاريخية نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:

  • الملكة الأمازيغية تهيا الزناتية الأوراسية التي قاومت الرومان وهزمتهم في أكثر من موقع وقاومت بشراسة كذلك الغزو العربي، وحكمت الأمازيغ أكثر من 17 سنة.

  • الأميرة الأمازيغية المصمودية زينب تنفزاويت أرملة أمير المرابطين وزوجة الزعيم المرابطي يوسف أبن تاشفين، والتي لعبت دورا كبيرا في سياسة الدولة المرابطية الصنهاجية.

  • والملكة الأمازيغية العظيمة الطوارقية تنهينان.

  • إيطو زوجة الشيخ بن شحوط التي قاومت المد البرتغالي في سواحل دكالة.

  • الشاعرة الأمازيغية تاوكرات من قبيلة أيت سخمان بالأطلس المتوسط، والتي عاشت في القرن العشرين وأبانت عن شجاعتها وقوتها في مواجهة الغزاة الفرنسيين خلال مرحلة التهدئة.

  • وكذلك المقاومة عدجو موح العطاوية التي وجهت المستعمر الفرنسي بشراسة في معركة بوﮔافر إلى أن استشهدت في ساحة المعركة.

  • ونساء أخريات لا يسعنا الوقت لجرد كل الأسماء التي حفظتها لا المصادر والمراجع التاريخية. بحيث هناك الكثير من القائدات وكاتبات وشاعرات ومناضلات وطبيبات ومتصوفات…

  • وسننتقل هنا إلى وضعية المرأة الأمازيغية بالجنوب الشرقي المغربي من خلال كتاب: احدى امحمد، أعراف الجنوب المغربي، نموذج عرف أيت عطا الرتب بوادي زيز. منشورات مختبر الأبحاث في المجتمعات الصحراوية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أﮔـادير، الطبعة الثانية 2012، ص. 33- 34.

ونستخلص من خلال دراستنا لمختلف الأعراف بالمنطقة أن المبدأ السائد إلى غاية الربع الأول من القرن العشرين هو استمرار الإرث في الفروع النسوية وعدم توريث الأنثى ، ويمكن للرجل عندما يطلق زوجته أن ينعت ثلاثة، رجال يشك في كونهم غرُوا الزوجة وسببوا النزاع، ولا يمكن بذلك ان تتزوج المطلقة بأحدهم لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة أيام وثلث اليوم، ويمكن لها أن تتزوج برجل آخر من غيرك أولئك الثلاثة.
وحسب عرف تاعقيت نأيت سري بغريس، يشترط البند الأول على كل معترض على الزواج من امرأة، وتزوجها المعترض رغم ذلك بدفع مائي مثقال، ويرجع المرأة للمعترض، وأما المرأة من خلال عرف الـﮔـارة بالرتب، إن سرقت يعطي زوجها مائة مثقال، ويعطي عشرين مثقالا لرب الدار، وترحل من البلد إن لم تكون في رقبة رجل، إلا أن أعراف تودغة مثلا حددت العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال تشديدها على محاولة إهانة المرأة نظرا لأهميتها وقيمتها الاجتماعية واللازمة لمجتمع الملكية الخاصة ، إذ تساهم في الاقتصاد، مما يفرض وجود قوانين زجرية تسمح لها بمزاولة هذه الأنشطة بأمان. والشيء نفسه يلاحظ لدى قبائل أيت حديدو، حيث يمنع تعرية النساء، وفرضت أشد العقوبات لمن سولت له نفسه اغتصابهن.
فالمرآة، كيفما كان سنها، لا يسمح لها العرف العطاوي أن تمارس أية وظيفة داخل القبيلة، وإن كانت رئيسة لعائلتها؛ كما يمنع عليها كذلك المشاركة في اليمين الجماعي، باستثناء المرأة التي في صلب الرجل، فهي تستطيع أن تؤدي اليمين الجماعي شريطة أن تحمل على ظهرها رضيعا يبلغ من العمر أكثر من أربعين يوما؛ ويحدث أن تبدل المرأة إذا قرر المدعي عليه بأنه لا يحق لأي محلف خارج سلالة الرجل أداء اليمين؛ هذا عدا حدوث نزاع خارج أسواق أيت عطا؛ ففي هذه الحالة يستطيع أي فرد من قبيلة أيت عطا أن يكون محلفا. وهذا يدل على التضامن القبلي الذي يتجاوز التقسيمات الداخلية.
وتتمتع المرأة بعد ذلك بكامل الحرية في أ، تطلق منه أولا. وأعتقد أن العبرة من تشديد العقوبات في هذا النوع من الجرائم هي تقدير أيت عطا لشرف المرأة ولعِرْضها، واحتياطا منهم من عدم انتشار الفساد وما ينتج عنه من تفسخ الأخلاق…

نظرت التقاليد إلى المرأة بالجنوب الشرقي المغربي نظرة تراوحت بين الدونية أحيانا، والأهمية أحيانا أخرى، وذهبت أبعد من ذلك حيث اعتبرت أن طاعتها وأخد الرجل برأيها بعد نقصا من رجولته، وجعلته في مرتبة النساء ونورد في هذا الصدد الأمثلة الآتية:

  • unna itggan rray i tutmin – timvarin ag yamu

  • من يأخذ برأي المرأة عُدً من النساء

  • unna trnna (trra) tmvart – dat i trnnu (itrru) zzman.

  • من غلبته امرأته يغلبه الدهر.

لكن لا اتفق مع هذا الرأي السائد، لان المرأة الأمازيغية عموما والتي هي أمي وجدتي وأختي[…]، وهي التي أرضعتني قيم تيموزغا، غرست في قيم الأخلاق والنبل والاحترام ولو الأم لضاعت هويتنا الثقافية الأمازيغية، و لا أتفق مع من يخصص للمرأة عموما والأمازيغية خصوصا الاحتفال ب في خرافة 8 مارس من كل سنة، لأن لولا المرأة الأمازيغية لما كنت ولما كنتم أنتم، لذلك فهي تستحق التكريم والاحتفال بها ليل نهار.

بقلم الطالب الباحث: كمال محمد أمازيغ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.