ذ.أحمد زرير
من الصعب أن ترمز لأحاسيسك أو أحاسيس غيرك بألوانها المناسبة ، و لكن من السهل أن تقطف ورودا بألوانها المختلفة. يقابلها غرس السعادة على جوانب القلب و حصاد العتاب وسط بيوت الحياة ، إنها عملية تتشابه رمزيا في التدمير و البحث و السكينة. من قطف ؟ و من لون ؟ ومن دمر؟ أيهم زرع و حصد؟ و أيهم أحس بما يحس كل إنسان في مثل هذا اليوم؟.
هذه معادلة جوارح و روح بين الإنسان و الطبيعة، معادلة التناقض و الاختلاف و الائتلاف .اختلاف المعادلة في منح السعادة و عيشها .كل منا يعلم من يمد يده بقطرات روح الحياة ، ومن تطيش يده بشرارات سكرات الموت، ائتلاف المعادلة في التعطش للخصوبة و العطاء من مختلف الأعضاء و المكونات .
القلب نبض الحياة و مصدر السعادة و الإحساس ، و اللون رمز فرح و سرور العقل . أما الحديقة أو البستان فهو جسد التحولات و العمليات الإجرامية سواء بالآلات كالمناجل و المناشير أو بالكلمات و النظرات و الأطراف و التصرفات .هنا وقف حارس الذات ـ كيوم عالمي له و ليس كمثل الأيام ـ يقف بشتى و سائله الدفاعية من تعابير نورانية و كلمات رنانة، مقابل تمرة لذيذة من القشرة إلى اللب و من القمة إلى الجذور، في الطرف الأخر يقابلها قبلة الأخوة إلى الاغتصاب.
اغتصبت الطبيعة في ريعان شبابها بكلمة خفيفة على اللسان و ثقيلة في المغزى و المجاز ” أحبك ” ـ لا معنى لها ـ في أدبيات هذه المعادلة ، فقط لأنها سر من أسرار المعادلة الذي سنسميه كما كان يسمى في علوم العقل المجهول( x ) يعني أية وردة سأقطف بالأحرى سأدمر…
… كم مرة قلت أفضل اللون الأحمر، ليس رمزا للحب بل رمزا للموت و القتل ، ماتت الورود و جفت البساتين بجهالة الإنسان .تصور معي ثقل دموع الوردة على وجنتيها وعليها تلمع ألوان قوس قزح ،عرس نهايته موت … تذكر كم؟ مرة شنقت يَذُكَ عُنق الوردة حتى تقطعت أنفاسها ،ليتها تتحدث لتخبرك بأنك مجرم و أن السعادة و الحب مسروقان، كيف تستمتع بالأحاسيس المسروقة ؟يا من فعل و سيفعل هذا لا مفر من العقاب أثناء بحثك عن حلول المعادلة ، فما بالك بالقلب المجروح و دماءه تسيل في السواقي لتروي عطش المجهول ، ليته خرج للوجود ليعلن حقيقة نفسه و يخاطب في الناس عن براءته من هذا العالم. تصور معي شوكة الكراهية موخوزة في أنامل البراءة تضحك و تبتسم لسعادة في قولها و عيشها ، لكنها جريمة اقترفها. كم؟ مرة ـ أخطأ في حياته ـ الصواب أن نقول . كم ؟ دمر قلبا و قتل وردة، و الدمار و الفتنة أشد من القتل .
اللوم على الذات و الحارس لأنهما لم يعلما لقلب الإنسان ما معنى الحياة و السعادة و الموت، و لم يعلماه رمزية الأحاسيس و اللون، و لم يربيانه على غرس السعادة وسط القلب ، و لم يلقناه ما ؟ خطر الإنسان و ما ؟ فضل الطبيعة، و ما هو السهل و الصعب ؟.
هذه جمل قلب إنسان مجهول لكنه واضح… اقترف الأخطاء ، و هذه كلمات وردة ذبلت و طأطأت رأسها حزنا و ألما .هما الاثنان يعلناها يوما عالميا لسعادتهم كتذكار و تذكير لكل من سمع بعبرة و نكر حقها في الحياة و السعادة و الموت ، و العبرة بالخواتم و ختام معادلتي مسك.
المصدر : https://tinghir.info/?p=64332