في ذروة الربيع، أواخر شهر مارس و بداية أبريل تكتسي طبيعة عالية واحة دادس حلتها المخضرة بأوراق شجرة الصفصاف الغضة و سنابل القمح و الشعير الفتية، و تتناسق ألوان الحقول بشقائق النعمان و الورد الملكي، و زهرة السوسن البنفسجية، انها أريكة تزناخت، و زي عروسة دادس، و اطئنان للاذان بزقزقة العصافير المختلفة الأشكال و الألحان، و ترويح للنفس بأكاليل الزهور، و خرير مياه المجاري و الوادي…
مناظر طبيعية و لوحات فنية من ابداع الخالق، تغري الفتاة و المرأة و القلوب الخصبة للانسلاخ عن جلدة الانكماش و الهامش، و التحرر من أحزان الفصول المميتة للروح…لتحيى الأفكار البراقة و تتفتح الأحاسيس ليندفع الحب المقهور و المدفون تحت شوائب و فضلات زمهرير الشتاء، اندفاع و لهف التكلى الى الزي و التجميل و أزكى العطور و الملابس الخفيفة، اغراء و جمالا في عيون الاخر، و ترحيبا بخصوبة الربيع و أملا في حضن و حب جديد…
من ثقافة و عادات فتيات و نساء أسامر الجنوبالشرقي للمغرب خلال منتصف كل ربيع، الخروج للعمل و التنزه وسط البساتين و بين الجداول ،تراها المرأة_ صباحا تنحني و تقف وسط حقل السنابل و كل أفكارها أحلام و برامج و مواعيد منها المستحيل و منها ما يستحق المغامرة ،تنحني لقطف الطفيليات و النباتات الضارة ( الحامول،الهالوك،البرسم،الكشوت شعر ابليس و الجعفيل،الدبق الأبيض..) لغلة الموسم ،و تقف لتستنشق هواء الروح و نسيم الربيع نسيانا لكل المعاناة، و تخبر العاشقين همسا و لوحا له فوق الربوة بموعد المساء رفقة فارس الأحلام، تحت ضلال شجرة الخوخ جانب ورد السيج النسرين ( تغفرت )…
…
المصدر : https://tinghir.info/?p=64188