Ad Space

الوضع الراهن: بين الاقتصاد والدعاء والاقتناع بالخرافة

admin
2022-02-25T22:08:49+01:00
اقلام حرة
admin25 فبراير 2022
الوضع الراهن: بين الاقتصاد والدعاء والاقتناع بالخرافة
عبد العزيز اقباب

بعد الألفية الثانية، وسنوات العقد الثالث من الألفية الثالثة، نتائج ما غزا العالم عسكريا، واقتصاديا، واجتماعيا تصنع التاريخ الحديث، أو بالأحرى التاريخ الآني، وتضع العالم ضمن قوالب مفهومة فهم الإعلام وغامضة غموض الغيب، فما القادم إذن؟

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وحكم القبضة على العالم من طرف النظام الرأسمالي، ونزع السلاح من أكثر من دولة، بالشرق والغرب وصولا إلى إحداها بالمركزية الأوروبية التي تصدح بها تحالفات ما بعد الحرب العالمية الثانية، أكرانيا التي انتزع سلاحها النووي باتفاقية حماية من طرف عدوها اليوم وبمباركة الحليف أمريكا، وإيهامها بميثاق ضمن نظام حلف شمال الأطلسي (الناتو) القاضي بحماية الدول الأعضاء، وأن أي مساس بإحداها فهو انتهاك لجميعها.

أكرانيا الطيبة اليوم والغبية سلفا تصارع أحد قطبي العالم وحدها، والناتو بمدرجات التفرج على اللعبة الحقيقية، بتصريحات يتيمة مضمونها أنهم يدعون من أجلها، و”زيلينسكي” المسكين الذي كان يجسد دور الدفاع عن الدولة، يوضع ضمنه اليوم دون إخراج أو كاميرا، بيوم قصف أظهر “بوتين” للعالم وللناتو أن فكرة القوة تقهر قوة الفكرة القاضية بفرض العقوبات، وجل ما آلت إليه عصبية وتضامن الدول الأعضاء تغريدة تحمل الكريملن مسؤولية القتل والغزو بأكرانيا. هذا في نصف الكرة الأرضية بالضبط ما فوق الاستواء.



aid

بخط غرينيتش متومقعا بشمال أفريقيا، رقعة الأرض تحت مسمى المغرب، جزء من العالم يعيش حربه الخاص، حرب الجفاف وغلاء الأسعار، حكومة “أغراس أغراس” تخرج عن الطريق وتقطع مع شعار “تستاهلو حسن”، الذي كان السبيل الوحيد والأوحد لمعاقبة حكومة اللحى والإسلام السياسي بعد عشر سنوات عجاف، غير أن المواطن الذي يصدح بما يؤمر خلال الإنتخابات الماضية، يصدح بما يعاش ويحس ويقهر في حملات غير ممولة وغير مرغوب فيها، من تسقيف سن التوظيف بمهنة أبناء وبنات الشعب، إلى المساس بكل الشعب الأمي والمثقف، بغلاء الأسعار الذي لا يستثني حتى الجنين الذي لا يزال لم يخرج للحياة عن البقية.

 والحكومة المباركة تخرج بقرار السماح للجماهير بحضور مباريات كرة القدم، في نفس اليوم الذي مددت فيه زمن فرض حالة الطوارئ الصحية، وفي عز الأزمة، فشراء تذكرة الحضور لمباراة خلال صراخ الشعب بخفض الأسعار، لا يعبر إلا عما أنتجته ولا تزال تنتجه التربية الوطنية ونوعية التنشئة الإجتماعية بالمغرب. وما بعد مائة يوم على قيام الحكومة الجديدة، لا تظهر سوى السلبية ونقض وعود فترة ماضية، والغوص بالمواطن المغربي أكثر من إغراقه ساعية.

تعيد الحكومة المعلومة دعمها للدقيق وقنينات الغاز والسكر على مسامع المواطن وكأنها من جاءت به، في الوقت الذي ينتظر منها أجوبة منطقية ومسؤولة وواقعية توقف نزيف التشريد والقهر والفوضى التي تجتاح البلاد، ولعل أحداث القنيطرة أكبر دليل على ذلك. في توجيه للرأي العام نحو حضور الجماهير بالملاعب، وما يزيد الطين بلة تصريحها بتوقعها استمرار ارتفاع الأسعار بسبب إعلان الحرب على أكرانيا، كل ما على حكومتنا أن تعلمه وتعلمه أن أكرانيا تقصف بالرصاص، وهي تقصف الشعب المغربي في هذه الفترة بالحكرة والزبونية والقهر والسلبية في الإحساس والشعور بالخزي تجاه وطن يتسع للجميع ضمن شعارات رنانة، غير أنه يتسع لإشباع بطون المحكومة على حساب الشعب المقهور، وبعض الرقاة من هذا الشعب يستغلون الظرفية ويوهمون المواطن بأنه مكمن الخلل بربط الجفاف بالفحش والزنى وارتفاع الأسعار بعلامات الساعة، لتقبل الأمر روحيا وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، في محاولات لقطع سبيل السعي للعلى ولوطن يرأف بأناسه، ففعلهم أقرب إلى يطابق فعل الناتو بالدعاء من أجل أكرانيا، والفتنة أشد من القتل، ولا حاجة لحرب المصالح، وليعم السلم والسلام العالم أجمع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.