الطاهري يكتب …سيكولوجية الصديق الفايسبوكي المنافق

admin
2022-01-23T22:03:53+01:00
آخر الأخبار
admin23 يناير 2022
الطاهري يكتب …سيكولوجية الصديق الفايسبوكي المنافق
حسن الطاهيري _ تنغير أنفو

عندما نتحدث هنا عن الإنسان فإننا نتحدث عن ذلك الصديق الذي تقاسمت معه كل شيء في الواقع ،سراء وضراء، ساعدك وساعدته وتنامت الصداقة بينكما وعبرت الى وسائل الإتصال الذي نوهم أنفسنا أنه افتراضي بل واقعي على أبعد الحدود بل يعري في بعض الأحيان زيف صداقة الواقع ، بحيث أن ذلك الصديق الذي ينظر إليه باعتباره عنصراً أساسياً ومحورياً في أي خطة تنموية ، مهما كان ميدانها، تمس تغير حياتك ونظرته إلى الأمور في المقام الأول. تجده يقاوم وبكل شدة هذا التغيير الذي تطمح إليه ولا أعمم في ذلك بحيث أنني ميزت في العنوان أعلاه بالصديق الحقيقي و المنافق إذ ولا بد من دراسة هذه الخصائص ومعرفة بنيتها وديناميتها، وهو ما ندر الاهتمام به إلى الآن. فعلم النفس لم يحتل بعد مكاته المفروضة في هذا المضمار، ومع أنه يملك مفاتيح مهمة لمعرفة الإنسان، والقوى التي تحركه داخلياً وعقلانياً، والمقاومات التي يظهرها إذا مس توازنه، وكل تنمية لا بد لها إذا كانت فعالة، من المساس بهذا التوازن لإحلال آخر أكثر تطوراً ومرونة مكانه. لا بد من شمول النظرة من خلال الاهتمام بالبعد الذاتي والإنساني، إضافة إلى البعد الموضوعي «الاجتماعي الاقتصادي ، ومن خلال فهم العلاقة الجدلية بينهما، إذا أردنا السير على طريق يحالفها الحظ في إيصالنا إلى الهدف الذي نرغب في الوصول إليه وهو تحليل شخصية الصديق الفايسبوكي المنافق.


إن شرح هذه الشخصية يتطلب أولا تعريف الصديق ثم المنافق وجمع الاثنين في فضاء الفايسبوك باعتباره الواقع الجديد الذي فرضته التكنولوجيا الحديثة و أصبحنا نعيش فيه ونتعامل به و نتعلم منه أكثر بكثير من واقعنا القديم، والصديق هو الشخص الذي يعتمد عليه في الضراء قبل السراء و يساعدك ويرشدك في كثير من الأمور دون مقابل و لا شكر ضده يأتي المنافق الذي يبين غير ما في جوفه و يتلذذ بضعفك وانكسارك و يعمل جاهدا لاخفاء ذلك بكل الطرق والوسائل.

ولكي نفهم كثير طبيعة هذه السيكولوجية في العنوان نجمع هذه المفردات في فضاء الفايسبوك ونعيد ذاكرتنا إلى الوراء و ستتفكر أخي القارئ أن هناك شخصا و أشخاص نافقوك في عديد من الأمور التي نقول أنها بسيطة في موقع غير حقيقي بل العكس فالفايسبوك هو مرأة الشخص في واقعنا لان خوارزميات هذه المواقع تقرأ تلك الأمور وتأخدها بعين الاعتبار قصد استعمالها في الاشهارات التي تلائمك وكذلك تحدد لك بعض الأصدقاء الذين يتشابه تفكيرك معهم الى غير ذلك من الأمور التي يجب عليك أن تأخدها بعين الاعتبار لمعرفة الصديق الفايسبوكي المنافق ،فهو دائما ما يتفاعل مع كل صورة و تغريدة غير مهمة ويكون أول المعلقين على حدث مأساوي تنشره لماذا لأن تلك الغريزة هي ما حركته إلى ذلك ويدعي أنه يواسيك بل العكس في مقابل ذلك عندما تشارك في مسابقة أو تحصل على تقدير أو انجاز يتأخر عن التعليق بل تجده يقرأ تعاليق الاخرين وربما يتفاعل مع تعليق من تلك التعليقات، ناهيك عندما تنشر رابط أو مسابقة للتصويت يمكن أن يصوت لصالحك وفي اليوم الموالي يقلبها لضدك أو يمكن أن يشاهد شريط فيديو من قناتك فقط فضولا وفي الاخير يضغط على زر “لم يعجبني” ليس لأن المحتوى لم يعجبه بل يخاف في كل مرة أن تنجح في ذلك وأن تتقاضى أموالا على زر اعجابه، وهذا الكلام الذي تقرؤه ستلاحظه بدون شك في لائحة أصدقائك بل في عائلتك القريبة والبعيدة، ويظهر ذلك جليا في الصفحات الفايسبوكية التي تبين الأشخاص الذين اطلعوا على المنشور حيث تجد عددا هائلا منهم و في المسابقات كذلك التي تبين اسماء المصوتين الى غيرها..


وعليه فإن هذا التحليل مبني على ممارسات و ملاحظات وتجارب قد تتفق معها او لا تتفق حسب اهتمامك بذلك من عدمه ولكن تأكد أن ذلك المنافق هو الذي يكبح تغييرك وعندما تدركه فإنك حتما ستصل الى مرادك لأن أخطر الأعداء ليس بالتحديد هو عدوك في الواقع بل ربما صديقك الفيسبوكي المنافق..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.