في الأصل يسمى “تل أغنجا – tel aghnja” أي إربط أو إعقد المغرف، أي إجعل الثوب يلتف حوله، لكن استعماله من طرف عامة الناس جعله يتخذ ذاك الشكل اللغوي، فليست كل الألسن تتقن الأمازيغية.
أما عن وجوده التاريخي، فهو يقوم مقام رمز ذي حمولة ثقافية وروحية، فقد اعتمده الأمازيغ منذ القدم، يوم كانوا لا دينيين، فجعلوه رمزا لمطالبة رب المطر “انزار” لينزل الغيث متى اشتد الجفاف
ورغم تعاقب الديانات على الأمازيغ عبر التاريخ، إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بهذا الموروث الثقافي، في سياق مختلف ومعدل حسب الاعتقادات والمقدسات.
فالأمازيغ اليوم يصنعون التلاغنجا ويحملها أحد الصغار، فتخرج النساء والأطفال في موكب يتقدمه حاملها، فيرددون دعوات تطلب الغيث من الله، وهو ما يجعلها غنية وبعيدة عن أي سؤال إحلال أو تحريم، حيث يرددون
اتلاغنجا رجا نغ كربي
ودا وريتغدارن امونسلمن
الغيث اداغكمد يافي
…
وغيرها من أبيات دعاء طويل باللغة الأمازيغية، ويطوفون حول القرية، وهي إحدى طرق المطالبة بنزول الغيث إلى جانب صلاة الاستسقاء ومعروف الروضة، وليس بمفهوم المقبرة، بل هو إعداد العصيدة بإحدى الأماكن بالخلاء، حيث يجتمع الناس ويأكلون أكلات جماعية ويدعون الله أن يمن عليهم بالغيث.
يذكر أن جل مسيرات تلاغنجا لا يكاد الناس يطوفون مستهللين ومكبرين ومطالبين الله بالغيث حتى يعودو مبللين، فاللهم اسقي عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت.
المصدر : https://tinghir.info/?p=63301