يسود القلق و التخوف الشديد في أوساط الطلبة و في صفوف السواد الأعظم للفاعلين بمؤسسات التعليم العالي ، و ذلك بسبب الإرتجالية و المزاجية التي تتسم بها القرارات و المذكرات الصادرة عن المسؤولين الأوصياء عن القطاع ، خاصة تلك المتعلقة بتعزيز التدابير و الإجراءات الوقائية للتصدي لخطر تفشي وباء كورونا داخل المؤسسات الجامعية في ظل التطورات التي تعرفها مؤشرات الحالة الوبائية ببلادنا مؤخرا.
و هي الوضعية التي تستدعي التحلي بالحكمة و التبصر و اليقظة في إصدار المذكرات التوجيهية بهدف تحقيق أهداف التدابير الإحترازية الصادرة عن السلطات المختصة ، لا إصدار قرارات متناقضة و إرتجالية حول موضوع حساس و في مدد زمنية قصيرة لا تتعدى الأربع و عشرين ساعة ، و هو ما جاد به تفاعل السيد وزير التعليم العالي و البحث العلمي و الإبتكار الذي أصدر قرارا تحت رقم 01/522 يدعو فيه مسؤولي الجامعات بتنظيم الإمتحانات و التظاهرات داخل المؤسسات الجامعية عن بعد و يصدر في أقل من 24 ساعة قرارا ثان مسند عن القرار الأول كمرجع يدعو فيه نفس المسؤولين إلى تأجيل الإمتحانات المبرمجة أو تنظيمها عن بعد ، و في حالة تعذر ذلك و ضرورة تنظيمها حضوريا مع مراعاة تطور الحالة الوبائية محليا و جهويا و وطنيا و بتنسيق مع السلطات العمومية المختصة، و هو ما تماهى معه رئيس جامعة ابن زهر باكادير حين إياه إلى تنظيم الإمتحانات حضوريا ، و هو ما ينذر بتحويل هذا الفضاء الجامعي إلى قنبلة وبائية في حالة تشبث هؤلاء المسؤولين بقراراتهم المزاجية و الإرتجالية التي تهدد صحة و سلامة الطلبة و الفاعلين بمؤسسات التعليم العالي و عائلاتهم و باقي المواطنين.
المصدر : https://tinghir.info/?p=62937