منذ العام 2019, وجمعية رحل صاغرو للتنمية بمركز النقوب،اقليم زاكورة،تحمل هم إتاحة الفرصة للأطفال الرحل بجبال صاغرو بجماعة النقوب،وإنقاذ العديد منهم من براثن الجهل والأمية،ظل هذا الحلم يراود أعضاء جمعية الرحل ،والتي تعد أحد أنشط الجمعيات بجماعة النقوب ،يراودها وظل مشروعا أقرب إلى الإستحالة ،وقد سماه أحدهم (المشروع المستحيل),نظرا لصعوبة وعزلة المنطقة التي قررت جمعية الرحل إقامته فيه من أجل الأطفال الرحل وسط منطقة تگراگرا، التي تعد أقسى المناطق الجبلية بجبال صاغرو التابعة لجماعة النقوب بإقليم زاكورة،وأكثر المناطق عزلة،فلا تصل هناك إلا على ظهور البغال أو مشيا على الأقدام عبر مسالك جبلية وعرة تستغرق على 3 ساعات أو ما يزيد وسط الجبال أو عبر مضيق صخري لا تكاد تمر من صخوره إلا بحذر شديد مخافة الإنزلاق وسط الصخور.

جمعية رحل صاغرو بالنقوب،والتي يقودها أحد آخر الرحل من قبيلة أيت أونير صاغرو -النقوب،رفقة أعضاء آخرين،قرروا رفع التحدي ومجابهة الصعاب من أجل الأطفال الرحل،فقاموا بأولى زيارتهم الميدانية للمنطقة من أجل تحسيس الأسر على أهمية التعليم بالنسبة للأطفال الرحل وتحسين ظروف عيش تلك الأسر المترحلة والشبه مستقرة ،فوجدت من تلك الأسر الحماس والاستعداد من أجل هذا المشروع (الأقرب إلى المستحيل)،نظر لعزلة المنطقة ووعورة تضاريسها .

لكن ذلك كله شجع أعضاء جمعية الرحل وحفزهم على تذليل الصعوبات،والتنقل مشيا على الأقدام إلى المنطقة وبإمكانياتهم المتواضعة،فقاموا بزيارة منطقة تگراگرا وتخصيص أيام قليلة خلال العطلة للقاء الأطفال وتعليمهم بعض الحروف داخل خيمة وبرية،بغية تشجيعهم على التمدرس .

✍️أجانب ومغاربة كانوا سندا للمشروع✍️*

بفضل أصدقاء بعض أعضاء الجمعية الأجانب بالخصوص،والتي ظلوا يتعاطفون مع معاناة الأطفال الرحل،من خلال منشورات الجمعية على موقع التواصل الاجتماعي،تمكن جمعية الرحل من تكوين شبكة لابأس بها من الأصدقاء الأجانب والمغاربة،تمكنت الجمعية من كسب دعمهم لمشروعها في إقامة خيمة تعليمية لفائدة الأطفال الرحل،ونتيجة لذلك تم شراء بعض المعدات الأساسية لتحقيق المشروع (خيام مقاومة للأمطار،صهريج مياه،لوحة شمسية وأدوات تعليمية ومحافظ) ،والتي تم إيصالها إلى عين المكان شهر أبريل الماضي في قافلة تضامنية جماعية،مشيا على الأقدام وعلى ظهور البغال.

وبعد جهوذ قيمة للجمعية ،مراسلاتها وتواصلها مع مسؤولي وزارة التربية الوطنية بزاكورة والسلطات الإقليمية،تمكنت الجمعية بتنسيق مع جمعية تربطها اتفاقية شراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية والتعليم والرياضة بزاكورة وهي الاتحاد الجمعوي الروحا،تمكنوا بفضل ذلك من حل مشكل أجرة المنشطة المجازة التي ستتولى تعليم الأطفال،وبالتالي إقامة مركز التربية غير النظامية ،ولم تلبت إلا أيام قليلة حتى طرقت الجمعية باب دار الشباب النقوب ،وحصلت من إدارتها على مقاعد صغيرة، تحم حملها على ظهور البغال، إلى عين المكان الأحد الماضي، حيث توجد الخيام وباقي المعدات،والتي قام أعضاء جمعية الرحل رفقة المنشطة، بتنظيمها ،استعداد لاستقبال الأطفال .

وبذلك أصبح مركز التربية غير النظامية بتگراكرا بجماعة النقوب، يستقبل الأطفال ،ويرسم مسار سنتين من كفاح جمعية الرحل الفتية ،بأحرف من ذهب،وأصبح الحلم حقيقة .بفضل جهود جميع المتدخلين

المصدر : https://tinghir.info/?p=62630