إقليم تافلالت وتعود هذه التسمية للإقليم إلى فجر الاستقلال سنة 1956 وعاصمته قصر السوق آن ذاك، وكان أول عامل عليه هو عدي أو بيهي الأمازيغي من أبناء المنطقة ، ليعد من أوائل الأقاليم بالمملكة ، ورغم ذلك ظل التهميش والإهمال و الهشاشة تنخر أجسامه المترامية الأطراف .
إقليم قصر السوق فيما بعد ، الذي تعاقب عليه عمال عديدون أغلبهم أو جلهم كانوا يعينون لقضاء ما تبقى من زمان الخدمة ، ليتفرغوا الى الاستراحة والاسترخاء داخل مكاتبهم المكيفة ، بل منهم من كان يحرم على نفسه استقبال السكان أو تظلماتهم ، وحتى جمعيات المجتمع المدني كانت متغيبة حتى أن الجمعويون فقدوا المصداقية المخولة لهم من طرف دساتير الدولة .
تهميش الإقليم ومعاناته الطبيعية والمخزنية مند بداية الاستقلال ، جعلته يبقى خاضعا للتبعية الجهوية “جهة مكناس تافلالت” التي حرمته من تحقيق التنمية المنشودة ، لأن توزيع المشاريع كانت تحسم لصالح شمال الجهة ، وما زاد من معانات الإقليم فترة الجفاف التي ضربته أكثر من غيره من الأقاليم ، ما أدى بالدولة أن تخصص له ميزانيات ضخمة أعدت بالملايير ضخت في خزائن العمالة ، لكن لم يظهر لها الآثار المرجوة على أرض الواقع ، في وقت كانت فيه دواليب الدولة الخاصة بالمراقبة شبه منعدمة .
تعاقب على الافليم كذلك مجالس قيل أنها كانت منتخبة ، لكن الواقع الذي عشناه نحن أبناء المنطقة ، كان غير ذلك ، لأن الانتخابات كانت تحسم قبل إعلانها ، لأن كان في المغرب حزب سماه سياسيون معارضون “بالحزب السري ” الذي كان ينطق وكان نطقه مطاعا باسم أم الوزارات ، فكان “المنتخبون ” الذين عمروا طويلا في الجماعات المحلية بالإقليم ، كانوا يعتبرون تلك الجماعات بقرة حلوب ، حتى أن المستشار يدخل الجماعة فقيرا و يخرج منها منتفخ البطن ….
اليوم عين بالإقليم مسؤول يقال عنه أنه مازال في أوج العطاء والتحرك خاصة وأنه من مواليد الستينيات من القرن الماضي ، بدأ ينال إعجاب المهتمين بالشأن السياسي والجمعوي ، خاصة عند حضوره لحفل عيد المرأة الأخير الذي نظمته جمعية مدنية ، وبدا لهؤلاء أن البروتوكول العاملي تغير ، عندما “قرب” إليه المنتخبون في الحفل ممثلو السكان ، حيث جلسوا إلى جانبه عوض المسؤولين الإداريين والعسكريين كما كان معهودا فيما قبل .
و ما ميز ظهوره على الساحة رغم قصر مدة تعيينه حسب المتتبعين والمهتمين ، هو إقباله على الخوض في المسؤوليات ، كتحرير الملك العمومي بعدد من الأحياء التي كان يشوه منظر المعمار وان كان حديث البناء ، أتبعه باستدعاء مجموعة من الفعاليات السياسية و النقابية وجمعيات المجتمع المدني يوم الاثنين 9مارس الجاري للتواصل معهم …
وفي غياب تام للإعلام الذي يكون هو الحامل لأخبار الاجتماعات و اللقاءات و الأحداث المتنوعة …، حتى يضطلع بمهامه الإعلامية التنويرية لتبقى تلك المبادرة غير مسؤولة حسب إعلاميين.
وما تسرب من لقاء العامل مع تلك المؤسسات إلا النذر القليل ، كاستمراره في تحرير الملك العمومي في جميع أنحاء الإقليم ، وقرب بناء معهد خاص بالواحات وشجر أركان بمدينة أرفود ، ومواصلة للقاءات الموضوعاتية مع مختلف الفعاليات ، وسيظل مكتب المسؤول الأول على الإقليم مفتوحا في وجه جميع المواطنين ….
عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
المصدر : https://tinghir.info/?p=6247