قراءة في مداخلة الدكتور حسن الزواوي:”المعرفة والسلطة وقضايا المجتمع المغربي”

admin
2021-10-03T12:38:40+01:00
آخر الأخباراقلام حرة
admin3 أكتوبر 2021
قراءة في مداخلة الدكتور حسن الزواوي:”المعرفة والسلطة وقضايا المجتمع المغربي”
 محمد ايت الحاج

كثيرا ما نتساءل اليوم حول إشكالية المجتمع وكذا حول الأسئلة المتعلقة والعالقة بالمجتمعات، من قبيل ما دور المثقف؟ هل مثقف اليوم هو مثقف البارحة؟ ماهي انعكاسات الثورة الرقمية؟ وماهو المنحى الذي يأخذه تطور المجتمعات الإنسانية على التزام المثقف الاجتماعي والسياسي؟ 

يقول الدكتور حسن الزواوي في مداخلته التي قدمها خلال اللقاء الدراسي بكلية الحقوق اكادير حول:” المعرفة والسلطة وقضايا المجتمع المغربي “ إذا رجعنا للوراء وإلى حفريات التاريخ بتعبير ميشيل فوكو فإن المثقف دائما كان في مواكبة للتغيرات الاجتماعية منذ أفلاطون وأرسطو مرورا بالحضارة العربية والإسلامية”. ولكن هذه المواكبة تشوبها العديد من العوائق، وهذا ما رمزت إليه محنة مجموعة من المثقفين خاصة محنة ابن رشد ” العلاقة بين المثقف والسياسي”، باعتبار العلاقة بين المثقف والسياسي علاقة تنافر وصراع نحو صناعة الحقيقة، بحيث نجد الحقيقة التي يدافع عنها المثقف ويصنعها تختلف تماما عن الحقيقة التي يدافع عنها السياسي ويصنعها، لأن حقيقة هذا الأخير قد تكون عبارة عن أدولوجة كما عبر عن ذلك عبد الله العروي. كون المثقف يسكنه هاجس التساؤل وهاجس المنطق الديكارتي أي هاجس الإزعاج بالسؤال والقلق الفكري، وهاجس التساؤل لأننا اليوم في زمن الرقمنة والعولمة وزمن التفاقم كما قال إدغار موران، بحيث أصبحت الأسئلة المهمة غائبة وطريقة طرحها توحي لنا بصناعة مجموعة من الإشكاليات الزائفة، وهنا أعطى لنا الباحث الزواوي مثال بالمجتمع المغربي حيث قال: ” هل الأسئلة التي تطرح اليوم في الفضاء العام المغربي أسئلة تواكب التطور وما يصبو إليه المجتمع المغربي، أم أننا أمام حضور نوع من الأسئلة التي لا علاقة لها بالواقع الاجتماعي، بل  أسئلة مرتبطة بانعكاسات الثورة الرقمية.

 وفي ذات السياق يستفسر الباحث الزواوي عن عمق الأسئلة التي يطرحها مثقف اليوم بحيث قال في مداخلته: هل الأسئلة التي يطرحها مثقف اليوم هي بذلك العمق والحجم الابستمولوجي الذي كان ابن خلدون يطرحها في زمنه وغير ذلك، وربما هنا يريد أن يقول هل مثقف اليوم يملك الاليات المعرفية والعمق المنهجي الذي يمكنه من طرح أسئلة تواكب كل هذه التغيرات التي تؤثر في البناء الاجتماعي والفكري وفي التزام المثقف. وفي هذا السياق أيضا استحضر الزواوي الباحث السوري هشام صالح الذي قال: ” الأسئلة التي يجب أن تطرح بالعالم أو شمال إفريقيا والشرق الأوسط أو المجتمعات الإسلامية، ينبغي أن تكون أسئلة تراعي الخصوصية وتراعي حجم التطور والتراكم الذي تعرفه هذه المجتمعات”. أي لابد أن تكون هذه الأسئلة نابعة من عمق ورحم المجتمع وتراعي الخصوصيات التي تميز هذه المجتمعات. 

 وفي حديثه أيضا عن العولمة وعن التغيرات والتحولات، يتساءل الباحث الزواوي عن مكانة المجتمع المغربي في منظومة العولمة؟ وعن انعكاسات العولمة على المجتمع المغربي؟ وهل المجتمع المغربي استطاع الاندماج في مسلسل العولمة؟ لأن الأسئلة الغائبة والتي تبدوا على أنها أسئلة كلاسيكية حسب تعبيره ” إلى أي حد”، لذلك حاول أن يتساءل مباشرة بهذه الصيغة: هل لازال المجتمع المغربي مجتمع متخلفا؟ لأن التزام المثقف هو التزام بالأسئلة العميقة التي تؤرق فكره أولا والنابعة من التزامه الاجتماعي بضرورة البحث عن التغيير والبدائل، كون التغيير يشكل هاجس المثقف لأنه دائما يصبو إلى ماهو مثالي وأحسن، انطلاقا من هذه الوظيفة النقدية للمثقف يمكننا أن نركز على مهمته، وفي هذا السياق استحضر الباحث الزواوي كتاب ادوارد سعيد” المثقف والسلطة” حيث يقول: ” المثقف يطرح الأسئلة التي تحرج، المثقف لا يبحث عن التراضي، المثقف يبحث ويكسر الطابوهات، فالمثقف بجب أن يكون مثقفا كونيا”، هنا تساءل أيضا الزواوي عن هوية مثقف اليوم بقوله: ” هل مثقف اليوم مثقف كونيا أم مثقف ذو طبيعة تقنية غلب التقنية على ماهو ثقافي، أم أن الرأسمالية وتطور الليبرالية المتوحشة أصبحت تأسس للمفهوم الجهل الثقافي، أي تحصر معرفة الإنسان فيماهو تقني، ما يعجله عاجر وغير متمكن من طرح أسئلة عميقة التي تفرض الانفتاح على مجموعة من التخصصات والحقول المعرفية وليس على التخصص الذي يهتم به البحث فط.

وهنا بدورنا نتساءل هل مثقف زمن العولمة والتقنية والمعرفة قادر على سبر اغوار المجتمع ونقل همومه أفراده؟ وهل يطرح الإشكالات الحقيقة أم أنه مثقف جبان غير قادر على التغلغل في الطابوهات المجتمعية، أم أنه يوظف كألة وربوت في خدمة مصالح الطبقة البورجوازية على حساب هموم ومشاكل الطبقة البروليتارية، نفس الشيء ينطبق على السياسي الذي يلعب دور مهم في الفضاء العمومي، فهو أيضا مطالب بتحقيق جملة من المطالب والالتزامات المجتمعية والسياسية التي تخدم المجتمع ككل.

 لذلك ركزنا على أهمية المثقف في التنوير وفي النقد للبناء الحقيقة التي تكون مختلفة عن حقيقة رجل السياسة، وهنا يظهر لنا الدور الذي يلعبه المثقف في التغيير والتحول الذي يشهده المجتمع وفي مسار مسلسل العولمة والتقنية والعلم. 

       محمد ايت الحاج 

طالب باحث بسلك الدكتوراه 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.