“الشهيدة ليلى” ليلى تلك البرعومة الصغيرة التي غادرتنا إلى الفردوس الأعلى

admin
2021-10-02T11:30:52+01:00
آخر الأخباراقلام حرةمحلية
admin2 أكتوبر 2021
“الشهيدة ليلى” ليلى تلك البرعومة الصغيرة التي غادرتنا إلى الفردوس الأعلى
محمد كمال


تعتبر ليلى نموذج من الفتيات اللواتي ذقن مرارة الحياة منذ الولادة، حيث ازدادت في أحد قفار/صحاري بوعرفة، ولدت وسط قطعان الماشية، وتربت وترعرعت في بيئة الرحل بعذابها ومرارتها قبل أن يطيب لها المقام في بلدة موغنبو وتركت حياة الترحال والتنقل الدائم والمستمر تارة في أحواز سوس وتارة أخرى أزاغار، نعم إنها حياة قاسية لن يعرف طعمها إلا من مر بها.


عادت ليلى لتستقر رفقة أسرتها أخيرا بموغنبو، و شرعت تكتشف عالما جديدا غير مألوف لديها طبعا، وبدأت تكبر طموحاتها الصغيرة والكبيرة، ووصلت مستوى الدخول المدرسي، فرحت ليلى بهذه المناسبة، والتي تزامنت طبعا مع الافتتاح الرسمي للقسم المستوى الأولي والثاني بموغنبو، وقد تم إعداد القسم بكل الحاجيات والضروريات اللازمة لاستقبال ليلى رفقة أقرانها غذا بالقسم الجديد بعقر الدار موغنبو عوض التنقل إلى أگديم، وعليه عمت الفرحة وسط الساكنة طبعا بهذا الإنجاز غير المسبوق.


حل يوم الخميس 30 شتتبر 2021م، لتستيقظ ليلى وترافق أخوها نحو السوق والأسبوعي بتغزوت نأيت عطا، وهي متحمسة لهذه الفرصة غير الاعتيادية من أجل أخذ الصور الضرورية للتسجيل، وشراء بعض اللوازم الضرورية، نعم زرات ليلى السوق وتجولت في عوالمه، وعادت نحو موغنبو رفقة أخوها وفي يديها صورها التي التقط لها المصور، والفرحة تغمر صدرها وتنتظر بشوق وحنين لحظة للوصول رغم تعبها، وقد أخذت قيلولة وسط زحام الركاب في النقل العمومي، توقف النقل أخيرا بجوار منزلها، وتعد هذه اللحظة المفصلية في حياة ليلى وهي لا تدري شيء، نزلت وأمسكت صورها بين يديها أرادت أن تعبر الطريق وكلها فرح وسررو وبهجة، وفي رمشة عين وبسرعة البرق صدمها حافلة نقل الركاب أي ttubis، أردها قتيلةفي عين المكان للأسف سف قبل أن تعبر لأمها وأبوها وإخواتها بما يختلج صدرها من سعادة وأحاسيس لما شهدته اليوم في السوق.


تلقينا هذا الخبر ونحن قرب منزل ليلى نشتغل لنضع اللمسات الأخيرة على القسم الذي كان سيحتضنها غذا، لكن شاء القدر دون أن تلج ليلى حجرة الدرس ولو لأول مرة في عمرها.


لقد قطعت قلوبنا وأرذفت عيوننا دموعا كالجبال برحيلك يا ليلى شهيدة العلم أو شهيدة مدرسة موغنبو.


وسنعود إلى تفاصيل التعامل غير المسؤول واللاخلاقي لأصحاب النقل لأنه بسبب سرعتهم، وصراعهم حول نقل عدد كبير من المتنقلين هو سبب هذه الفاجعة.


إنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.