يبدو من الغريب أن نسمع و نحن في القرن ال21 عن أطفال كثيرا ما تستهويهم السباحة في البرك و المستنقعات، أو السدود و السواقي و الوديان،غير أن الواقع يختلف في مدينة الريصاني ، حيث ما زلنا نشاهد هذه المظاهر التي تعود الى عصور خلت عندما لم تكن المسابح و الأحواض معروفة .
فالساقية الكبيرة “جانا” التي تعبر مزارع تافلالت ، جعلت لاستغلال مياهها في الري ، يعرفها جميع سكان المنطقة ، إلا أنه كثيرا ما يستغلها الأطفال إلى مسرح للسباحة واللهو حتى أضحت الملاذ الوحيد لأطفال المنطقة ، خاصة عندما تكون السماء قد جادت بخيراتها كالموسم الذي نحن فيه ، وتكون مملوءة عن آخرها ، عندما يكون سد الحسن الداخل في أوج عطائه وحقينته تكون قد تحسنت كما هو الشأن في هذا الموسم.
أطفال الريصاني و القرى المجاورة اليوم ، ورغم أن موسم الحر ما زال في الطريق ، وجدناهم يتناوبون عن الغطس لاشتياقهم للماء الذي غاب عن المنطقة لأربع مواسم متتالية بفعل الجفاف ، اشتياقهم للهو والغطس وفي هذه الفترة بالذات يكمن في غياب مرافق للترفيه والتسلية و الأحواض المائية ، ليضطر شباب الريصاني إلى ركوب أنواع الأخطار للترفيه على النفس.
وكثير من الأطفال و الشباب لم يسعفهم الحظ في الاستمتاع بمياه المسابح أو حتى الأنهار ، حيث كانت في الكثير من الأحيان محطات نهاية لحياة هؤلاء الذين كانوا يهيئون أنفسهم لبداية رحلة الحياة، و القائمة طويلة لضحايا الحرمان .
عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
المصدر : https://tinghir.info/?p=6066