مارس وسؤال المرأة!!

admin
اقلام حرة
admin10 مارس 2015
مارس وسؤال المرأة!!
هشام كموني

إنه مما لا شك فيه أن يوما من شهر مارس يعتبر من أبرز الأيام انهماما بطرح سؤال المرأة ووضعه على صفيح ساخن أمام كل المجتمعات العالمية، حيث بالعودة إلى التاريخ نكتشف على أن المسمى الأصلي لهذا الاحتفال كان هو اليوم العالمي للمرأة العاملة قبل أن تعتمده الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا يوم ثامن مارس 1977 أي منذ نحو 38 عاما والمجتمع العالمي الشامل يتبني هذا الاحتفاء قصد اعادة الاعتبار للمرأة ومنحها مكانة متميزة مناصفة مع الرجل، فإلى أي حد يتم تداول هذه الفكرة العالمية في مجتمعاتنا؟

إن صيغة الاحتفال كما أدافع عنها دوما ينبغي أن تكون رهينة تحقيق الانجاز، ولأننا ننتمي إلى مجتمعات المماثلة في كل شيئ أي ما معناه أننا نرغب بكل الممكنات في تقليد ذلك الأخر الذي كان ولازال وسيبقى يناضل من أجل الوصول إلى هذه الفكرة العالمية بالعمل على تضخيم ألة الفعل على ألة القول بخصوص الحقوق والحريات والمناصفة لأن المسألة هنا بكل بساطة هي مسألة استراتيجية أهداف وخطط مستقبلية قصد تحقيقها كانجاز يستحق المفاخرة والاحتفاء، ولكن السؤال الذي ينطرح هنا والآن ماموقعنا نحن الذين يسبحون ضد التيار حينما يساءلنا مارس هكذا سؤال نهيك عن غليان الأشهر الأخرى، كيف السبيل إلى الاجابة في مجتمع اللا اعتراف أو بتعبير العطري مجتمع الاعتراف الجنائزي، ليس سحلا ولا ضربا على الحائظ ولا حتى مسحا للطاولة ولكن بعيدا عن بروتوكولات الخطابات السياسية في الاعلام الفضائحي يتعبير عائشة التاج وبعيدا عن أسلوب التسيج و الكارطبوستالات التي تتبجح بالمرأة الطيارة والبرلمانية والمتحزبة والرياضية والاعلانية والغنائية والحال أن هن في الأصل يحملن رساميل الانتماء والجاه -ابنت فلان وزجة فلان-اي ما معناه أننا نسوق للمرأة في نماذج اجتماعية دون أخرى على أن هن النموذج الاجتماعي الذي ينبغي أن يحتدي به  ومنه يكون الاحتفال مغربيا على أعلى قمة الهرم الاجتماعي أليس هذا معناه عنفا رمزيا بكل ألوان الطيف على نساء القاع الاجتماعي؟ اللواتي هن الأجدر ليس الاحتفال بالورد الأحمر بطعم الهدايا وشواهد التقدير وإنما العمل جاهدا من أجل تخليصهن من متاعب القهر الاجتماعي الذي يلازمهن في كل وقت وحين لاسيما حينما نتحدث عن العطالة بتاء التأنيث حيث أزيد من 65 بالمئة من الأسر المغربية تعيلهن نساء، وماذا عن تلك المعنفات في صمت مالح والمهدورة حقوقوهن في الكفالة في الزوجية في التحرش في مواجهة الهيمنة الذكورية؟ماذا عن نساء البرد والجبال اللواتي لا يمكلن سوى رساميل ثقافة الصاد؟ ماذا عن ضحيا الفقر والتبخيس والتفكك الأسري؟ ماذا عن طفلات الشوارع ومدمنات المخدرات وعاملات الجنس اللواتي يبعن أجسادهن كقديد مملح؟ هكذا ينبغي أن يكون عليه التساءل في مارس وفي غير لا ان نكون في المناسبات جميغنا أبطالا حيث ينبغي أن نؤسس لهذا الاحتفال لا ان نكون موسمين في كل شيئ في عيد الشغل وعيد المرأة وعيد الشباب و عيد الحب…إن الرهان اللأساس هو كيف يمكن أن ننظر إلى العمق المنسي والمقصي لا السطح الذي يبرز في غالب الأحوال على ان المرأة بخير في مجتمعنا مغربيا لأنه يسوق لنا الوهم الاجتماعي والحال أن جحيم المعاناة وعنفوان الاقصاء والتهميش والنبذ الاجتماعي ماهي إلا عناوين بارزة في مارس وأبريل ودجنبر وأكتوبر….

من حبرهشام كموني باحث في علم الاجتماع من مدينة تنغير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.