كيف تصورون في شبيبة الحركة الشعبية ملامح المرحلة المقلبة في المغرب بعد سقوط الإسلاميين؟
أزول فلاون ،
بداية نتقدم لكم بكامل الشكر والامتنان على إجراءكم معنا هذا الحوار .
علاقة بسؤالكم وأهميته ، وبناء على المشهد السياسي المغربي ومعالمه المركبة والمتعددة ، منذ ولوج ” الإسلاميين ” تدبير الشأن الحكومي في شخص رئاستها بجزئيها، يتضح – خاصة – ومن خلال الأرقام الرسمية المحتشمة المعلنة والأوراش الكبرى المخفقة ذات الصلة بالقطاعات الأساسية ، أن حكومة البيجيدي أعلنت موتها السريري قبل ميلادها أصلا ، الأمر الذي عجل بسقوط قيادات هذا الحزب وتمزق قواعده جملة وتفصيلا، لإعتبارات كثيرة، كان أبرزها التورط في ملفات الفساد الأخلاقي والإداري والمالي … ، كما هو الشأن بمجموعة من المجالس المحلية والإقليمية والجهوية، التي يدير شؤونها حزب اللامبا وحفدة التوحيد والإصلاح ( مجلس جهة درعة – تافيلالت نموذجا ) .
يفسر بروز الإسلاميين و ” طغيانهم ” على الساحة السياسية الوطنية في الآونة الأخيرة فحسب بتراجع مجموعة من القوى الحية والخطابات الحداثية والتقدمية، المنادية بالتغيير الحقيقي والجذري، لأسباب يمكن تلخيصها في تصدي المخزن للأصوات الحرة والمناضلة ( حراك الريف ؛ جرادة ؛ أسامر ؛ سوس … نموذجا ) ، عبر سياسة القمع ومسلسل الاعتقالات التعسفية … ، الشيء الذي وظفه الإسلاميين سياسيا في سبيل ولوج مؤسسات الدولة بعد موقفهم المعادي لذلك سالفا .
إضافة إلى ذلك ، سجل التاريخ وبحبر أسود موقف العدالة والتنمية العدائي اتجاه الإعتراف بالأمازيغية لغة رسمية للبلاد ، إلى جانب عرقلة ورش تنزيل القوانين التنظيمية ذات الصلة، كما أقرت على ذلك العديد من الخطابات الملكية ومضامين الوثيقة الدستورية للملكة منذ سنة 2011 .
بناء عليه، يبدو لنا بعد زوال واضمحلال الخطاب الإسلامي المؤدلج بالمغرب، أن المرحلة تحتم بروز رهانات سياسية جديدة، من شأنها التأسيس لمغرب ديمقراطي يتسع لفلسفة القيم والمبادئ الكونية، المبنية على الديمقراطية والحكامة والمناصفة المجالية والعدالة الإجتماعية، وذلك عبر تقوية أدوار مختلف الفاعلين المؤسساتيين ورسم سياسات حكومية صلبة، تحتكم لرؤى استراتيجية حقيقية، من خلالها سيتم الحد من الفوارق المجالية والإجتماعية، واقرار فلسفة حقوق الإنسان ومحاربة التمييز بشتى ألوانه، الأمر الذي نأمل بعد استكمال محطات استحقاقات 8 سبتمبر 2021 الجماعية والجهوية والتشريعية، أن يؤسس لمغرب أفضل، ولمؤسسات أقوى، عبر تشكيل تحالفات قوية تنتصر لمصلحة الأمة والوطن، عوض التقوقع داخل المصالح الإنتخابوية والحزبية الضيقة، مبرزة المكانة الحقيقية للمغرب القوي الذي نريد .
》رجب ماشيشي( إعلامي، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الحركية )
المصدر : https://tinghir.info/?p=60188