مؤسف حقا أن تكتشف أن هناك من كان يعتبر السباق الانتخابي مشروعا شخصيا للارتقاء الاجتماعي حد الارتزاق (ascension par mercenariat) وعلى نتيجته تتوقف علاقاته مع من حوله، أكيد أننا نتفهم أن وقع (impact) النتيجة على نفسية المترشح تكون وخيمة خصوصا إذا نافق وفسق، وأنفق وأغدق. طبيعي أن يتأثر الانسان ويصدم إذا خان القيم الفطرية السليمة ولبس لبوس المكر والخديعة، طبيعي جدا أن يؤنبه ضميره بعدما ينتهي إلى أن كل ما ارتكبه في حق نفسه وغيره ولم يمكنه من المقعد البئيس.
أما وأن المترشح دافع عن ترشحه بمشروع وبرنامج انتخابي واضح المعالم، بحملة انتخابية حضارية لا تنتصر إلا للعقل والمصلحة الجماعية والضمير الجمعي، لا فسوق فيها ولا عصيان، تخاطب وعي الناخبين لا “لاوعيهم”، تركز على حاضرهم ومستقبلهم لا تاريخهم وأساطيرهم، فأظن أن الوقع سيكون مختلفا، وسينصرف المترشح الى حال سبيله وهو مطمئن البال، لا غل في قلبه ولا رفث على لسانه.
ما يجب أن نعرفه جميعا ونعترف به، أن السلوكات الانتخابية تتأسس في مجملها على سيكولوجيا الحشود (psychologie des masses)، وبالتالي، يفترض أن نتفهم بعض الانزلاقات في السلوكات الفردية والتوترات في العلاقات الاجتماعية خلال الحملة الانتخابية وبعدها بقليل، وهنا يتحمل فيها المترشح من المسؤولية جزء غير يسير لأنه قائد التغيير الذي يفترض منه أن يقوم السلوكات المنبوذة لمناصريه ويحرص على المروءة والقيم.
ختاما، إن من يتلذذ -مرضيا- بتعكير صفو علاقات أبناء القبيلة (بمفهومها المجالي والانتروبولوجي وليس الاثني الضيق) الواحدة، لا يستحق أن يقام له وزن ولا شأن.
المصدر : https://tinghir.info/?p=60186