لم يجد كبار وقادة الاحزاب والمتحكمين في دواليب الانتخابات من بد سوى تكثيف زياراتهم لعدد من الاحياء الهامشية بتنغير والتي ظلت ولعقود من الزمن معاقل وخزائن انتخابية مغرية.
ايت الحاج علي، وتيحيت واحرطان وإغرم الجديد والقطب الحضري وغيرها أحياء الظل التي تتواجد بهوامش المركز و تشكل ساحة معركة لكسب الاصوات وتكون فيها الغلبة لمن يدفع ويحشد أكثر.
هذه الاحياء تكتنز بينها فئات اجتماعية مزقتها الهشاشة والفقر من جهة واحساس بالغبن وعدم الجدوى جراء غياب المسؤولين والمنتخبين وكونها خارج خريطة المشاريع التنموية المبرمجة غالبا داخل النفوذ الترابي للجماعة.
وتجد ساكنة هذه الاحياء فترة الانتخابات فرصة للانغماس في أحضان بعض المرشحين والولاء لهم مقابل التفاوض ببعض المشاكل والهموم وكذا التزود ببعض المواد الحيوية الزرقاء التي سرعان ما تختفي بمجرد الحصول عليها، او السعي خلف وعود قديمة جديدة بادعاء امتلاك عصى سحرية بفضلها ستنتعش الاحياء بمشاريع تنموية وتحسن وضعيتهم في مختلف المجالات !.
أغنياء يسخرون جهودهم للقيام برصد التحركات الليلية، ومراقبة للتجمعات، واتصالات وتكثيف الزيارات للاطمئنان على الكنوز المدفونة التي يتهددها اي تحرك للخصوم والمنافسين. لنقل هي حرب باردة هادئة لاستقطاب والحفاظ على اكبر عدد من الاصوات والوعود ليس من أجل الحرص على مصالح الساكنة فعليا و لكن الغاية بدرجة كبرى هي كسب مقعد داخل الجماعة او صراع من اجل الحفاظ على المصالح وغيرها.
الجميل في الامر حاليا أن الحملات الانتخابية ورغم ما يدور حولها من كلام وما يروج هنا وهناك، فقد مرت الى غاية اليوم الاخير في اجواء إيجابية ولم يتم تسجيل خروقات كثيرة ومؤثرة وسط منافسة شرسة في دوائر انتخابية بعينها غالبا ما كانت تتحول في الماضي لمواجهات وأشياء سلبية تمس العملية برمتها.
اضافة الى أن هذه الاحياء الفقيرة التي تعتبر معاقل للاصوات الانتخابية أصبحت تدرك الى حد ما وتمكنت من فهم قواعد اللعبة السياسية مع تجدد الوعود وأضحت تقدم مرشحين شباب تجد فيهم احسن ممثلين للتعبير والترافع حول حاجياتهم وهمومهم ولم تعد لقمة سائغة يمكن التلاعب بها كيفما يشاء هؤلاء وربما أصبحت تملك القوة لترجيح الكفة لصالح من تشاء وكيفما تشاء دون ضجيج او احساس بالشماتة ! فيوم الاقتراع تعز ساكنة هذه الاحياء أو تهان !
المصدر : https://tinghir.info/?p=59821