جماعة تنغير: حان للقنديل أن ينكسر والتغيير قادم لا محالة

admin
2021-09-01T00:40:37+01:00
آخر الأخباراقلام حرة
admin1 سبتمبر 2021
جماعة تنغير: حان للقنديل أن ينكسر والتغيير قادم لا محالة
أبو فراس التودغي

قف هنا فأنت لست في مدينة سورية أو أفغانية تعرضت للقصف أو الدمار !

قف هنا وتمعن جيدا، فأنت في حضرة جماعة تنغير أهل الكرم والضيافة والتواضع ونبل الأخلاق. لكن، خذلوا وغدر بهم، تأمل معي كيف قدر لهم أن يصبروا ويتعايشوا مع هذا المصير المشؤوم. هذه نتائج سنوات من الضياع والإهمال والتخبط الذي أبدعت فيه أيادي الظلام بعدما انتقمت من الجميع ومن كل ربوع وأحياء المدينة ؟

نعم، فأينما وليت وجهك لا تجد سوى الخراب وكأننا في “قرية” مهجورة يسكنها أيتام وأشباح وأفراد يرضون بالقليل ومجردون من خصال الرجولة والكفاءة والطموح لمدينة ترقى إلى مصاف مدن المغرب الحديث مغرب القرن 21.

تيشكا، تاوريرت، حلول، الوفاء، إعدوان، لنكن دقيقين أكثر ونقول الحقيقة المرة تنغير من أقصاها إلى أقصاها، دواوير وأحياء ظلت لعقد من الزمن في الهامش ولا تحمل سوى صفة الانتماء ولا تستفيد من الجماعة إلا من تضخيم أرقام الرسوم والضرائب وتضخيم تعداد الساكنة.

حي تيشكا على بعد أمتار قليلة من مقر الجماعة، وعلى مرآى المسؤولين والمنتخبين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن المحلي لأزيد من عشر سنوات عجاف ؟ فكل المداخل الى الحي تشبه الطريق الى كابول !

فأنت تحتاج إلى صبر كبير ومهدئات أعصاب لتجتاز كل العقبات والوصول بأمان إلى المنزل هناك. وبينما تتفادى السقوط في الحفرة تسقط فجأة في الحفرة لأن بين الحفرة والحفرة حفرة !

واقع التراجع والنسيان الممنهج يطالها لأزيد من عقد من الزمن ويجعلك لا تتذكر الطريق التي جئت منها فكل شيء يتبدل ويتراجع للوراء بشكل خطير مما جعل المنطقة تبدو منكوبة ولا شيء يحيل على الحياة !

وأنت في الطريق تطل عيناك على المجهول وتجد الأزبال هنا وهناك وتهميش مخيف وكأنها انتقام وعقاب للساكنة. فلا شيء يدل على الحضارة وعلى الانتماء للجماعة التي يفتخر بعض مسؤوليها بتحقيق أزيد من 600 مليون سنتيم كفائض سنويا ولا تستطيع أن تقتني بها شجرة وحيدة أو إصلاح زقاق وحيد يخصص كنصيب لهذا الحي المغضوب عليه.

نقف هنا، فليس هذا وحسب، فقطاع النظافة والإنارة العمومية والبناء ليسوا أفضل حالا ؟ غبار وجمود وأزبال متراكمة وظلام يعم المكان ويوحي إلى كون هذا الحي خارج التاريخ وخارج حسابات مجلس الجماعة لعشر سنوات مضت فما ذنب الساكنة ؟

هذا المصير المقدر عليكم يا ساكنة حي تيشكا هو نفس المصير الذي تعاني منه جل الأحياء والدواوير بتنغير. فبين مشاكل الصرف الصحي وتأهيل الأزقة والأرصفة والإنارة العمومية والخدمات الجماعية وإحداث مؤسسات وبنيات للطفولة والمرأة والشباب أصبحنا نبحث فقط عن الضروريات للبقاء على قيد الأمل والحياة وعلى عدم الهجرة إلى مدن المغرب الأخرى بعدما تسبب هذا التهميش وهذا النكران في هجرة العديد من الأسر والساكنة قسرا إلى مدن كثيرة هربا من البلاء وبحثا عن العيش الكريم.

وأمام هذا التعذيب النفسي والوضع المزري الذي تعيشه هذه الأحياء لأزيد من 10 سنوات من تقلد حزب القنديل “البولة” مقاليد التسيير والحكم محليا بجماعة تنغير وبالمغرب عموما. يبدو أن دعوات المستضعفين أخيرا استجيب لها والفرج قريب وساعة الحسم دقت للقطع مع هذا العبث وهدر الزمن التنموي ووضع حد لكل ما يمت لحزب القنديل بصلة وإلى غير رجعة.

منتخبون وغيورون يرفعون شعار التغيير خلال استحقاقات 8 شتنبر القادم هدفهم تغيير الوضع القائم وجعل حي تيشكا وأحياء تنغير كلها ترقى للمكانة التي تستحقها عبر الاهتمام بتجويد كافة الخدمات والتجهيزات والمرافق التي تحفظ للإنسان كرامته وتلبي احتياجاته.

آمال معقودة ومشروعة لتغيير الوضع والساكنة استوعبت الدروس وحسمت أمرها مسبقا بعدما آن للتغيير أن يحدث ولاشيء يستطيع أن يقف أمام عجلات رياح التغيير القادم بقوة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.