Ad Space

حقيقة ما حدث للعاملة الموسمية التنغيرية بإحدى الضيعات الفلاحية بفرنسا

admin
2021-08-15T19:39:04+01:00
آخر الأخبارتنغيردوليةقضايا
admin15 أغسطس 2021
حقيقة ما حدث للعاملة الموسمية التنغيرية بإحدى الضيعات الفلاحية بفرنسا

تحقيق: محمد نجما – نور الدين بيوسف

استنكرت العاملات الموسمية، المنحدرات من تنغير، المشتغلات بجني الفراولة بإحدى الضيعات الفلاحيةبـTayrac منطقة Lot-et-Garonne الجنوب الغربي لفرنسا، (استنكرن) ما قامت به زميلة لهن، كما نَفَيْنَ كل ما صرحت به حول ظروف عملهن واقامتهن هناك.

فماذا قالت؟ وما صحة ذلك؟ وما غايتها مما قامت به؟ وكيف تعاملت النقابات الفرنسية وبعض وسائل الاعلام الفرنسي مع ذلك؟

ما أصعب الإحساس بالطعن في الظهر من أقرب الناس اليك، ذاك ما عانت منه السيدة عزيزة وهي تواجه، بمعية أصحاب ضيعة فلاحية، اتهامات بسوء المعاملة و الاستغلال، بل أكثر من ذلك “العبودية”.

فمن تكون عزيزة؟ ومن اتهمهم بتلك التهم؟

1 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

قبل البدء في العمل

عزيزة بنت من بنات تنغير تَيَسَّرَ لها الإقامة بالديار الفرنسية ونظرا لغيرتها على منطقتها، وفق تصريحات العاملات وكذا من يعرفها هنا بتنغير لجريدة تنغير أنفو، اقترحت على أصحاب ضيعة فلاحية متخصصة بالفراولة كمسؤولة عن العمال أن تَستقدِم عمالا موسميين من تنغير.

 وهكذا كان، اتصلت بالمعنيات الـ 15 مع بداية فصل الربيع، أغلبهن لا تربطهم بها علاقات عائلية (حسب تصريحاتهن)  وهن إما نساء مطلقات أو أرامل يعملن لدعم أسرهن، ومن بينهن (فاطمة.أ) الصديقة القريبة منها جدا، وأخبرتهن أنهن سيتقاضين حوالي 1500 يورو في الشهر مع التكفل بجميع الإجراءات القانونية الضرورية حتى وصولهن الى مقر العمل، بما في ذلك تذاكر السفر على متن الطائرة، بل أكثر من ذلك وفرت لهن عزيزة حافلات خاصة بنقلهن من تنغير الى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، حسب تصريح ذويهن هنا بتنغير لجريدة تنغير أنفو.

يقول Éric Tovo صاحب الضيعة الفلاحية: “وصلن في 15 أبريل، بفضل اتفاق توصلت إليه   FNSEA (اتحاد المقاطعات لنقابات المزارعين) الفرنسية مع السلطات المغربية. نحن نوظف النساء البولنديات، لكنهن غادرن، لدينا موظفين دائمين. ساعات العمل هي نفسها بالنسبة للجميع. من الساعة 7:00 صباحا حتى 12:00 ومن الساعة 13:00 إلى 16:00 أو 17:00 في موسم الذروة.”

2 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

الشروع في العمل

يذهب Jacques Chapolard، رئيس اتحاد المقاطعات لنقابات المزارعين  lot-et-garonnais، إلى حد وصف الضيعة التي تعمل بهاهذه العاملات الموسميات بأنها “نموذجية” باعتبار انها تحتوي على بيوت متنقلة ينَمْن فيها – علما أن الغالبية العظمى منهن تتراوح أعمارهن بين 20 و45 عاما – هي في نظر الجميع. مساحات نظيفة، مع مرافق صحية، تقول أرييل بيانيغوندا  Arielle Pianegonda (المالكة الأخرى للضيعة): “لقد قمنا حتى بتركيب الوي في Wifi وثلاجات إضافية بجوار المنازل المتنقلة، وغير بعيد منها منطقة غسل الملابس باستعمال غسالات اوتوماتيكية، هذا بالإضافة الى منطقة الاسترخاء مع تلفزيون من الحجم الكبير وكتب”.

عبرت العاملات في تصريحاتهن عن معاملتهن بشكل جيد للغاية من طرف مشغلهن ومن قبل الشافة عزيزة “وأنها كانت دائما مهنية معهم خلال ساعات العمل وأنها بعد العمل كانت صديقة، بل أختا” وأضفن أن” من لديهم عائلات هنا في فرنسا تتاح لهم الفرصة للذهاب لرؤيتهم في عطلة نهاية الأسبوع والنساء الأخريات اللواتي ليس لديهن عائلة يخرجن بدورهن صحبة مسؤولي الضيعة للتنزه “.

4 1 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك
5 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

حل العيد و بداية التحول

تؤكد تصريحات العاملات أن أجواء العمل ممتازة سواء بينهن ومشغليهن أو فيما بينهن إلى أن حل عيد الأضحى، الذي احتفلن به يوم الثلاثاء 20 يوليوز2021، فبعد يوم بهيج تم فيه ذبح خروفين من اهداء مالكي الضيعة وبعد أكل متنوع من اعدادهن بشكل جماعي(مشوي، سلطات، كعك ومشروبات…) وترفيه أنساهن البعد عن أجواء العيد العائلية ببلدتهن تنغير، استيقظن صباح اليوم الموالي،21 يوليوز، على صدمة اختفاء زميلتهن فاطمة.

كيف تم ذلك ولماذا؟

حسب احدى الصحف الفرنسية فإن فاطمة و”قبل بضعة أيام، خلال عيد الأضحى، قررت المغادرة، إذ فرت في منتصف الليل ولجأت إلى عائلة لها بمدينة تولوز”.

وتضيف صحيفة أخرى” يعود أصل هذه القصة إلى حوالي أسبوعين، عندما قررت فاطمة مغادرة مزرعة تياراك Tayrac في منتصف الليل. تبخرت في البرية بعد أمسية للاحتفال بالعيد، حيث تجمع العمال الأجانب وأصحاب العمل حول وجبة كبيرة. توجهت إلى تولوز”.

وقال ملاك الضيعة في تصريح لأحدى الصحف:”لقد استمتعت (فاطمة بحفلة عيد الأضحى)، وعلى الساعة الثالثة صباحا أقلتها سيارة ناسية جواز سفرها”

ومن جهتهن تحدثت احدى العاملات في لقاء جمعهن مع جمعية مغربية فرنسية وهي جمعية الخيمة للجالية المغربية المقيمة بالخارج قائلة:” نتأسف لهذا الحدث الذي وقع لنا والذي حطمنا نفسيا وجسديا، وما أثر فينا أكثر أنها هربت يوم العيد، عيد المسلمين، يومنا المقدس، استيقظنا فرحات ومسرورات بأجواء العيد… سهرت معنا وخلال ذلك طلبت من احدى العاملات مفتاح البيت لأداء الصلاة لكنها قامت بسرقة أموال العاملات … بعد ذلك أعادت المفاتيح كأنها لم تفعل شيئا، بعد انتهاء الحفلة نِمْنا بشكل عادي ولما استيقظنا لم نجدها.. مما أدى بالبعض منا إلى فقدان الوعي.. والبكاء.”

ولما علم مشغلو فاطمة بعدم تواجدها بغرفتها اتصلوا بالأمن للإبلاغ عن اختفائها، بعد ذلك اتضح للجميع انها تتواجد بمدينة تولوز عند احدى العائلات.



aid

7 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

نقابة على الخط ، صدمة وتضامن

توجهت فاطمة، ذات 44 عاما، إلى نقابة CGT بتولوز، بعدها أحالت الملف على الاتحاد المحلي لـ Agen ، التي استمعت لشهادتها بخصوص ظروف الشغل بالضيعة الفلاحية، تقول إنها اضطرت إلى العمل 7 أيام في الأسبوع لمدة شهرين والتي تتسم حسب قولها بالعمل المتواصل “كنا نعمل كل يوم بدون راحة، من الساعة 7:00 صباحاإلى 12:00 ظهرا، وأحيانا حتى الساعة 15:00مساء، ونستأنف بعد الظهر حتى الساعة 17:00 مساء.

وتضيف كنا نرتاح فقط “مع نهاية يونيو وبداية يوليوز عندما انخفض منتوج الفراولة حينها نرتاح أحيانا يوم السبت أو الأحد وإلا فإننا نعمل 7 أيام في الأسبوع” وهذا ما سبب لنا الإرهاق وآلاما في الساق.

 تضيف فاطمة انها تعرضت للشتائم أثناء العمل:” تقول عزيزة إنني لم أكن أجمع (الفراولة) بسرعة كافية، وأنني لم أكن أملأ السلال جيدا وكانت تصرخ في وجهي بصوت عال لدرجة أن ذلك يرهبني”.

وحسب فاطمة دائما فالعاملات ممنوعات من مغادرة مقر العمل وسحب منهن جواز السفر.

إثر ذلك قرر الاتحاد المحلي، دعمها ومساندتها وأصدرت بيانا عنونته ب”عمل موسمي أم عبودية حديثة” جاء فيه:

  • شهادة عاملة مغربية كانت ضحية معاملة غير إنسانية، يمكن وصفها بالعبودية، وهربت من مزرعة
  • العمال يعملون ويعيشون في ظروف يرثى لها: ضرب أثناء العمل، إقامة غير صحية في بيوت بدون مرافق صحية أو حمامات،
  • مصادرة جوازات السفر
  • حظر مغادرة المزرعة
  • ·      60 ساعة عمل أسبوعيا 7 أيام في الأسبوع
  • وضع الأجور في حسابات بنكية مفتوحة في المغرب دون موافقة العمال.

البيان كان صادما حسب مشغلي الضيعة الفلاحية لكونه يتضمن اتهامات غير صحيحة وتشهير بهم، وأكدوا أن جميع الحجج الواردة في البيان / “العار” مردود عليها وسبق ذكرها في بداية هذا التحقيق وأضاف أحد المشغلين “بالنسبة للأجور تم الاعتماد على بنك بهذا الخصوص لكونه صلة وصل معتمدة بين فرنسا والمغرب”.

ومما زاد من غضب أصحاب الضيعة الفلاحية أن أعضاء النقابة رفضوا التأكد من شهادة فاطمة ميدانيا بزيارة الضيعة وبالتالي الوقوف على مدى صحة أقوالها، هنا صرح إريك توفو: “لقد صادفوا المُشَغِّل الخطأ … هذا تشهير بنا من قبل CGT … من الطبيعي أن يدافعوا عن العمال ” وأضاف “على أي حال، لن نقف عند هذا الحد”.

لذلك قرر التوجه للقضاء مدعوما باتحاد المزارعين الذين يعتبرون هذه الضيعة ضيعة نموذجية وكذا على تصريحات واشارات العاملات المغربيات التي عبرن عن استعدادهن للعودة مرة أخرى للعمل.

وبخصوص تناول الاعلام الفرنسي الذي تمكنا من الاطلاع عليه، في البداية تم الاعتماد بشكل كلي على الرواية التي أوردتها النقابة في بيانها، غير أنها غيرت من طريقة تناولها للقضية بعد الزيارة الميدانية للضيعة.

فهل ما حرصت به فاطمة صحيح؟ أم لغاية في نفس يعقوب كما علق أحد المتتبعين للقضية؟

فيا ترى ما هي عواقب ما وقع على العمال الموسميين المغاربة بفرنسا الذين يزاولون عمل هناك حاليا؟

وهل ستكون هناك افواج أخرى مستقبلا، خصوصا 600 عامل المنتظر أن يحلوا هناك خلال موسم جني التفاح المقبل.

lv2d8810 2 2 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك
3 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

ملاحظات لابد منها:

  • مجموع عدد العمال المعنيين في هذا التحقيق هو15: عدد النساء هو 13 وعدد الذكور هو 2
  • هناك فوج آخر تعمل السيدة عزيزة على اتمام الإجراءات الضرورية للالتحاق مستقبلا بالعمل الموسمي بفرنسا وجلهم من الذكور.
  • حسب تصريحات العاملات وذويهم لم تأخذ عزيزة منهم أي مقابل مالي لكل العقود (les contracts) التي تكلفت بها.

المصادر:

صحف ومواقع فرنسية:

  • Sudouest
–  Le Petit Bleu d’Agen
  • LesEnvahis
La Dépêche du Midi

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.