زيارة غير مرتقبة لفاعل جمعوي لوادي دادس وبالضبط بالمقربة من دوار تصويط أيت سدرات السهل الشرقية ،كانت بهدف النزهة فقط ،ليجد أمامه منظرين أحدهما يدمي القلب والآخر يثلج الصدر .
يوسف أباعسين فاعل جمعوي و رياضي من دادس ،دفعه فضوله البيئي الى زيارة قصيرة لوادي دادس ،ليتفاجأ بكارثة بيئية بكل المقاييس تقض مضجع هذا الوادي الذي يضرب به المثل في الجمال و النقاوة ،أزبال هنا وهناك أسماك تلفظ انفاسها الأخيرة بين الاكياس البلاستيكيه و الحفاظات …،”مؤسف جدا ما حصل لهذا الوادي ،و خطير ما قد يحصل له مستقبلا” يقول يوسف و بنبرة ملؤها الحسرة ،يضيف الفاعل الجمعوي “لم أكن أتوقع أن تكون هذه البيئة الرائعة مكبا للنفايات،كانت بالامس القريب مكان جميلا للسباحة وممارسة هواية صيد السمك ،مؤسف حقا ” .
أضاف “على بعد أمتار قليلة رأيت ثلة من الاطفال منكبين على عمل ما،توجهت نحوهم فرأيت أنهم فعلا خير خلف لأقبح سلف ،تفرقوا الى مجموعتين، فريق يجمع النفايات الملقاة في الوادي ،وأخرون يجمعون الاسماك في أحواض كي توضع في مجاري مائية تنضب بالحياة ،جميل أمر هؤلاء الأطفال ،وقبيح أمرنا نحن ).
وادي دادس الذي يمر على أكثر من ست جماعات ترابية ،يروي عطش ملايين الاشجار و الاف الناس والحيوانات ،يتحول بين عشية وضحاها الى أكبر مزبلة بيئية كُشف عنها الغطاء بعد توالي سنوات الجفاف .
الساكنة و على رأسها فعاليات المجتمع المدني مطالبة الآن بتفعيل أهدافها خصوصا الحفاظ على البيئة ،الوقوف وقفة رجل واحد والقيام بحملات تنظيف لمجرى الوادي من منبعه إلى نقطة التقائه بوادي إمگون ،و الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه تلويث هذا النهر الذي هو اعتزاز ومورد رزق لكل ساكنة دادس .
المصدر : https://tinghir.info/?p=59049