حسن الطاهيري : تنغير أنفو
في ظل موجة الحرارة التي يعرفها المغرب عامة و الجنوب الشرقي بصفة خاصة، وفي عز العطلة الصيفية، يستقبل مضايق دادس و مضايق سيدي بوبكر عددا كثيرا من السياح الأجانب والداخليين وذلك للإستمتاع بالطبيعة و الفواكه الموسمية المتنوعة و الإسترخاء بين جبالها الباردة و السباحة والإنتعاش في المياه المتبقية بواد دادس الذي نال منه شبح الجفاف و كثرة النفايات و القادورات.
لم تسلم الطبيعة و الماء في مضايق سيدي بوبكر من بطش الإنسان يوما، لكن زاد الأمر على حده بتزايد وتنوع مصدر الأزبال و انتشارها انتشار النار في الهشيم، وتضررت الطبيعة بذلك بشكل مهول حيث تناقص منسوب المياه في الوديان و الأبار و تلوث الماء في السطح كما في الجوف وأصبح بذلك الإنسان العدو الواحد والأوحد للطبيعة و يرد صاع الإستجمام بصاعي التلوث و الأمراض بحيث يقضي الزائر يومه بالمضيق في هدوء وراحة بين خضرة المكان و خرير المياه و الإستجمام مع أفراد العائلة و الأصدقاء، يتناول طعامه و يغادر مساء المكان تاركا خلفه ركاما من الأزبال والقادورات (علب مأكولات و مشروبات، أكياس بلاستيكية وبقايا الطعام …) دون تفكير ولا اهتمام بالطبيعة ومواردها و صحة الزوار الآخرين و محاصيل الفلاحين.
هذا السلوك نستحيي أن يكون مصدره إنسان ذو عقل وتفكير أو عائلة تصر على جمع أزبال منازلها و نظافة معتادة لكل شيئ، الجائحة علمتنا دروسا لم يستفد منها الكثير، أولها النظافة وآخرها النظافة، فلا يمكن أن تستمر الطبيعة في العطاء ما دمنا لا نهتم بها و نبتعد عن ايدائها.
لذا نناشد كل الضمائر الحية للإسهام والمساهمة في الحد من هذه السلوكات المشينة كل واحد من موقعه الخاص، أفرادا و جماعات و سلطة لنشر الوعي الصحي بين المواطنين وزجر الملوثين فكريا و سلوكا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=58878