الأستاذة الجامعية عائشة العلوي تكتب عن كوفيد 19… من واقعي المعاش

admin
2021-08-03T10:01:21+01:00
آخر الأخبار
admin3 أغسطس 2021
الأستاذة الجامعية عائشة العلوي تكتب عن كوفيد 19… من واقعي المعاش

عائشة العلوي

منذ العيد، طرق كوفيد 19 باب عائلتي واقتحم جسد أخي الذي لم يغادر المستشفى بعد. أما الآخر، فإنه لا زال يعاني من آثاره الجانبية. كما أن ابنة أخي ذات 14سنة هي الاخرى لم تسلم من أذية هذا الضيف الغير المرغوب. لم يستثني كوفيد19 أحدا، لقد اقتحم جسد اختي أيضا ونال من زوجات اخوتي… طرق هذا المتطفل باب أسرتي ولا يريد المغادرة. لقد أزعجنا ولم يجعلنا ننعم بفرحة العيد ولا بأي شيء آخر…

مرت الأيام بكثير من الترقب والدعاء… وامتلأت وسادة أمي بالدموع وكذا ذقن أبي.. الخوف هو سيد الموقف.

ماذا يقع للبشرية؟ ماذا يقع لحضارتنا؟ هل هذه انتفاضة الطبيعة وثورتها ضد جرائمنا؟

أيها الضيف الغريب…
لم اعد افهمك؟ ماذا تريد؟ هل تريد منا ان نغير من سلوكنا وعاداتنا؟ هل تريد ان نكون غير اجتماعيين ونعيش فردانا كنمطنا الاقتصادي؟ هل تريد من أعدادنا المتزايدة أن تنقص؟ماذا تريد؟
إن كنت تريد الانتصار علينا، فتأكد أنك انتصرت. لقد انتصرت على أنظمتنا جميعها، وأظهرت عيوبها.
انظر حولك، تجد الحكومة تتخبط خبط عشواء..هل تسمح بالخروج ليلا وتمنعه نهارا؟ هل تسمح بالحمامات وتغلق البحر؟ هل تغلق الادارات وتفتح الاسواق؟ هل تسمح بخروج الاطفال وتحجر على الكبار؟.. انها فعلا حائرة..

ايها الضيف غريب الأطوار وصعب المزاج،
أعلم انك لن ترحل اليوم ولن ترحل غدا. أعلم أنك تخنق أنفاسنا و تسجن حركاتنا، بيد علي تقبلك وتحمل قوتك. لا ادري من أحضرك إلينا وعرفك بعيوبنا وعاداتنا السيئة، فجعلك قوة تريد هزم البشرية، فاعلم أنك فعلا انتصرت… اعترف لك بأننا أصبحنا عاجزين أمام قوتك وجبروتك، ألا تريد أن تتوقف وتكتفي بما أخذت أم انك تريد أن تنتقم لكل من استشهدوا وعذبوا وماتوا ظلما؟

ايها المزعج …
هل تريد ان تكون البطل الخارق الذي يدفع بقادة العالم لتغيير استراتيجياتهم؟ ان كنت تخوض هذه المعركة، فاعلم انك خاسر. هذا التغيير لن يأتي إلا اذا تحالف البشر الذي يؤمن بقوة الطبيعة على التغيير…

ايها العدو الفتاك…
اخرج الآن من عائلتي ووطني وكل الأوطان، و أعدك أن التغيير ممكن… ارحل وكفاك ما اخذت …

عائشة العلوي 02غشت 2021

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.