المحامي رشيد أغزاف : تجديد النخب السياسية أصبحت ضرورة ملحة للسير قدما بجهة درعة تافيلالت

admin
2021-08-03T09:58:29+01:00
آخر الأخبار
admin3 أغسطس 2021
المحامي رشيد أغزاف : تجديد النخب السياسية أصبحت ضرورة ملحة للسير قدما بجهة درعة تافيلالت
رشيد أغزاف

لم يتبقى لانتهاء الولاية الحالية للمجالس المحلية والاقليمية والجهوية والبرلمانية سوى أيام معدودات ومعها تنامت رغبة الأشخاص والنخب في تجديد عضويتها بالمجالس المنتخبة كما ظهرت في الساحة وجوه جديد أعلنت عن رغبتها في الترشح ولم لا حجز مقعد في المجالس المنتخبة وبالنسبة للفريقين يبقى طموحا مشروعا طالما أن الهدف من تقديم الترشيح هو العمل على تحقيق تنمية شاملة وحقيقية للطبقة الناخبة..
ولابد من التأكيد على أن التنافس يكون بالنسبة للغالبية من المرشحين من داخل إطارات حزبية تتحدد بحسب نظرة المرشح لكل حزب على حدة..
إنه ومن وجهة نظر شخصية والحديث في هذه المقالة سينصب على الجنوب الشرقي أساسا فإن التهافت على الحصول على تزكيات التنظيمات السياسية قد يكون غير ذي جدوى إذا علمنا أن الأحزاب السياسية لا تقدم أي شيء للجنوب الشرقي بل إنها هي من تستفيد منه وذلك بحصدها لمقاعد من داخل المجالس المنتخبة بهذه الرقعة الجغرافية من المغرب..
ما يدعم هذا الطرح أن مختلف الأحزاب السياسية لا تظهر إلا خلال المواسم الانتخابية حصرا لتحزم حقائبها وتغلق دكاكينها مباشرة بعد انتهاء الحملة الانتخابية وفي أحسن الاحوال مباشرة بعد الاعلان عن النتائج الانتخابية..
ان الاحزاب وانطلاقا من القانون المنظم لها قد أناط بها مهمة تأطير المواطن وتكوينه سياسيا وتتبع منتخبيه للسهر على تنفيد وعودها التي تطلقها خلال الحملات الانتخابية وهذا صراحة ما يغيب في سلوك جميع الاحزاب السياسية في سلوكها المحلي.
ومن هذا المنطلق فإنني أعتقد جازما أن كل من يطلق دعوته إلى تجديد النخب السياسية من داخل الأحزاب إنما يعبث على الطبقة الناخبة خاصة مع علمه اليقين بأن ما يمرره من خطابات ورسائل باسم الحزب الذي مكنه من التزكية غير صحيح ولن يتحقق على الإطلاق..
إن تجديد النخب السياسية ولكي يكون صحيحا يجب أولا أن لا يكون موسميا وأن لا يرتبط بالحملات الانتخابية بل إن هذا التجديد يجب أن يكون مستمرا في الزمن وان لا تحده حدود..
كما أن تجديد النخب فضلا عن ذلك واعتبارا لغياب مطلق لأية استفادة لمنطقة الجنوب الشرقي من الاحزاب وهو ما يدفعني إلى القول -وأنا لا أعتبر هذا الموقف مجازفة مني- إلى تكوين منتخبين من خارج الاحزاب السياسية وتقديم الترشيحات للمجالس المنتخبة بصفة “لا منتمي” مع طرد الأحزاب من منطقة الجنوب الشرقي لانعدام اي جدوى من تواجدها به.
إن تجديد النخب السياسية كذلك يقتضي كذلك ضخ دماء جديدة في المجالس المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا وبرلمانيا وذلك لإعادة بناء الثقة بين الهيئة الناخبة وبين المنتخبين بعدما ساهم المنتخبين المألوفين في خلق وتكريس خيبة آمال شريحة واسعة من الساكنة بشأن طريقة وكيفية تدبير الشأن العام ومن هنا وجب التأكيد على ضرورة طرد الوجوه المألوفة خاصة منها التي لم تقدم شيئا وامتلكت الجرأة لتظهر من جديد في محاولة منها للظفر بمقعد من داخل المجالس المنتخبة..
إن ما يقتضيه مفهوم تجديد النخب هو تكوين المقبلين على تقديم ترشيحاتهم للظفر بمقعد من داخل المجالس المنتخبة مع تنبيههم بأهمية التنافس الشريف خلال جميع مراحل العملية الانتخابية بدءا من تحديد الهيئة الناخبة بعدم التلاعب في اللوائح الانتخابية مرورا بتنفيذ حملة انتخابية شريفة يسودها التنافس الشريف بعيدا عن السلوكات المألوفة التي لا تشرف في شيء المرشحين كما لا تعبر عن مستواهم الذي يتعين أن يكون راقيا وانتهاءا بتشكيل مجالس منتخبة قادرة على مواجهة التحديات لتحقيق تنمية شاملة في مستوى تطلعات الساكنة.
إن تجديد النخب السياسية على هذا النحو يشكل المدخل الأساسي لأية تنمية حقيقية عبر إعادة بناء الثقة بين الساكنة وبين المجالس المنتخبة وعبرها بناء جسر للتواصل بين هذين المكونين أما غير ذلك فلا يمكن أن يعتبر إلا ضربا من ضروب العبث عبر إعادة إنتاج نفس الأسطوانة، أسطوانة الوعود التي لن تتحقق وأسطوانة الإنجازات الوهمية..
إن السياسة بالطريقة التي تمارس (بضم التاء) بها حاليا لن أسمها فن الكذب كما يطلق عليه بل هي جوهر الخداع في قالب يتسم بأسواء سلوكات الجنس البشري من كذب ونفاق وتسول.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.