هاجس التحرش بالأبناء قد يسيطر على الكثير من الآباء والأمهات، فالتحرش جريمة بشعة تطيح تماما بأمان وسلامة الطفل وتؤثر -ربما إلى الأبد- في صحته النفسية، لذا فأخوف ما يخاف منه أي أب أو أم هو أن يتعرض أبناؤهم للتحرش، ولكن هناك دائما طرق لحماية أطفالنا من خطر التحرش وهو ما سنذكره في هذا الموضوع.
الحوار:
افتح حوارا وحديثا دائما مع الطفل موضحا أهمية الثقة والصراحة. الحديث الصريح والمباشر سيجعل ابنك يعرف أنه يمكنه دائما أن يتحدث لوالديه في أي وقت وبصراحة إذا ما كانت لديه أية أسئلة تشغل باله، ويجب دائما أن تستمع لطفلك جيدا وتتيح له الوقت والفرصة ليعبر عن مخاوفه أو ما يشغل باله، فإتاحة الوقت للاستماع لطفلك والحديث معه أهم شيء يمكن أن تقدمه له.
التعليم:
علم طفلك بعض المبادئ الأساسية للحفاظ على سلامته، عرّفه أجزاء جسمه بأسمائها الحقيقية وليس الأسماء الوهمية حتى تصبح لديه اللغة التي تمكنه من طرح أية أسئلة أو الاستفسار عما يشغله أو التعبير عما يقلقه بالنسبة لأعضاء جسمه المختلفة، خاصة المناطق الحساسة. فلو أن ابنك يشعر بعدم الراحة من شيء ما أو أن أحدا يلمس مناطق حساسه من جسمه، علمه أنه يجب عليه أن يفصح فورا عن الأمور التي تضايقه وتزعجه لأحد الأشخاص الكبار الذين يثق بهم، عرف ابنك أنه إذا ما قام شخص ما بلمسه أو التحدث معه بأي طريقة لا تشعره بالراحة ألا يبقي الأمر سرا، وأن يأتي إليك مباشرة ليخبرك بما حدث معه لكي تتصرف وتتخذ الإجراءات اللازمة ضد هذا الشخص لينال عقابه وحتى لا يكرر هذا الفعل مرة أخرى.
التعبير عن النفس:
يجب أن يعرف أطفالك أنهم لديهم الحق في التحدث عما يضايقهم بصراحة ووضوح، وأن يعبروا عن أنفسهم بقوة عندما لا يشعرون بالراحة، أو أن أحدا يتسبب في إزعاجهم أو يلمسهم بطريقة غير لائقة، يجب أن يتعلم الطفل أن يقول كلمة “لا” حتى للأشخاص الكبار الذين يعرفهم جيدا من أفراد العائلة والمقربين.
الإنترنت:
كثيرا من الآباء والأمهات لا يهتمون بمراقبة الإنترنت لحماية الأطفال الأكبر سنا بجانب وضع نظام لحماية الأطفال عند استعمالهم للشبكة العنكبوتية، لا بد أن نتحدث مع الأطفال بوضوح عن بعض الأمور المهمة التي يجب مراعاتها عند تصفح الإنترنت مثل: من الذين يمكن أن نتحدث إليهم، ومن يجب تجنبهم والحذر منهم، وما هي المعلومات التي يمكن مشاركتها عبر الإنترنت.
النصح والارشاد:
درب نفسك على بعض العلامات التحذيرية الواضحة التي يمكنك من خلالها معرفة إذا ما كان طفلك يتعرض للتحرش أم لا، وما الذي يجب أن نبحث عنه وأفضل طريقة للتصرف، ولا داعي لبث الخوف في قلوب أبنائنا لكي نحميهم، بل يجب علينا أن نعملهم كيف يحمون أنفسهم بتعريفهم ما المناسب واللائق والصحيح من الأفعال والحدود المسموح بها في التعامل مع الآخرين والغرباء وما غير ذلك، ليستطيعوا التفرقة بين الصواب والخطأ، وهو ما سيجعلهم يتعرفون بسهولة على من يتحرش بهم أو يسيء معاملتهم بطريقة أو بأخرى.
ويمكن توضيح ذلك لأطفالنا بداية من سن 3 سنوات، وتعريفهم أن بعض أجزاء الجسم تعتبر خاصة لا يصح أن يلمسها أحد، نستطيع أن نبدأ الحوار بطريقة بسيطة بالإشارة إلى أعضاء الجسم الحساسة، التي نحرص على تغطيتها دائما بملابس السباحة مثلا، لأنها أجزاء خاصة يجب سترها عن أعين الآخرين وألا يلمسها أحد، باستثناء الأب والأم ومن يعتني بهم في الحضانة أو عند الطبيب، أهم شيء التركيز على الآداب العامة والسلوكيات السوية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=5839