العنصرت “بالامازيغية” وهي منزلة من منازل السنة الفلاحية التي تتميز بدخول فترة الحر الشديد وتبدأ ما بين 7 يوليوز الى غاية ال 10 منه اوأكثر وهي فترة من فصل الصيف المتميز بحرارة مرتفعة تسبب إرهاقا جسديا للإنسان،نتيجة سكون حركة الرياح،وهو ما يعبر عنه أمازيغ الجنوب الشرقي بعبارة “تبي أونفوس” ،أي ” قطعت النفس”, تعبيرا عن ما يسببه ارتفاع درجة الحرارة من صعوبة في تنفس الإنسان وإحساسه بإرهاق مهول.
خلال هذه الفترة الزمنية الحارة من الصيف يقوم الأمازيغ بالجنوب الشرقي ومناطق أخرى ببعض الطقوس والتي تسمى محليا ب(أسعنصر) وهي عملية إطلاق البخور في الطبيعة وداخل البساتين ( أورتان) و أرجاء المنازل.
وتتميز هذه الطقوس بحرق نبتة (الحرمل) والدفلى(أليلي) و إطلاق دخانها في الهواء للتخلص من كل ما يعتقدون أنه يلوث البيئة التي يعيش فيها الإنسان والحيوان من حشرات وغيرها،وكذا حماية المزروعات من كل ما من شأنه التأثير على ثمار الفواكه والمزروعات .
ويعتبر الدخان في المعتقد الأمازيغي القديم معقما وطاردا لكافة الشرور من أرواح شريرة و كائنات حية مدمرة لحياة الإنسان،الحيوان والنبات.
ويرجع استعمال نبتة “الحرمل” و”أليلي” بالذات في عملية التطهير إلى ما تتميز به هاتان النبتة من مكونات ورائحة قوية يعتقد أنها تقضي على حياة الكائنات الدقيقة والمدمرة.
و بعد عملية (أسعنصر) تنضج معظم الثمار خاصة التين (الكرموس ) وغيرها.
يذكر أن هذا الموروث الأمازيغي القديم يرجع إلى فترات قديمة من تاريخ الإنسان الأمازيغي بشمال إفريقيا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=57798