لا يكاد بلد في العالم يخلو من إضراب لنساء ورجال التعليم بين حقبة وأخرى،مطالبين بتحسين وضعهم المهني ورفع رواتبهم،
ويختلف إضرابهم عن غيره من الإضرابات في الوظائف أو المهن الأخرى، لأن إضراب المدرسين يشمل إضراب مئات آلاف وأحياناً ملايين التلاميذ معهم، وهذا يعني شلّ مرافق أخرى كثيرة تخدم فلذات أكبادنا وجهاز التعليم، وإذا كان سلاح الإضراب في قطاعٍ ما يسبب خسائر مادية محدّدة، فإن إضراب الأطر التربوية والإدارية يؤدي إلى خسائر معنوية وروحية، وله إسقاطاته على كل أسرة، ومن ثم على البلاد بأسرها.
الدول الأكثر تقدماً في العالم تمنح سلك التعليم أهمية قصوى، وهذا ينعكس على حصة التعليم من الميزانية العامة، ويشمل البنية التحتية ،وقد دخل المغرب هذه العملية من خلال مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين والتي انخرط فيها وبشكل أوتوماتيكي كل العاملين بهذا القطاع .
ومنذ أن بدأت هذه المؤسسة في تقديم خدماتها و هي تتجه نحو توسيع نطاقها و تجويدها (مخيمات و دور للايواء و مراكز للتخييم …) على أساس أن تشمل الاستفادة جميع رجال ونساء التعليم في جميع أنحاء المعمور ،لكن الامر توجه في اتجاه لم يكن في الحسبان ،المراكز التي ستكون رهن إشارة هذه الفئة وبتسعيرة مناسبة أصبحت لكل الفئات وبأثمنة عكس المتاح لهيئة التدريس .
هذا الامر دفع أغلبية رجال ونساء التعليم لاستنكار هذا الامر وقد أصدروا عريضة توقيعات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول هذا الحيف مطالبين من المسؤولين في المكتب الإداري والتنفيذي لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين باعتماد واجب الاستفادة من المنتجعات السياحية (منتجع مراكش نموذج) بشكل مناسب لفائدة منخرطيها كباقي القطاعات الأخرى في حدود 100درهم للشخص كأقصى حد،اعتبارا بأن المبالغ المقتطعة من رواتبهم هي مساهمة في المشاريع الاستثمارية للمؤسسة وهو حق من حقوقهم من أجل الاستفادة وليس من أجل” سلب” أموالهم على حد تعبيرهم ،كما طالبوا بإنشاء منتجعات أخرى بمختلف جهات المملكة لتشمل أيضا الجنوب الشرقي .
وجدير بالذكر أن مؤسسة محمد السادس للنهوض بالاعمال الاجتماعية للتربية والتكوين تقدم خدماتها لمنخريطيها عبر أداء واجب سنوي يقدر ب 70درهما تقتطع من أجورهم بشكل اتوماتيكي مقابل الاستفادة من مجموعة من الخدمات على سبيل المثال لا الحصر :تخفيض في تذاكر القطارات والحافلات التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية و المنتجعات والمركبات السياحية وأيضا الاستفادة من قروض السكن بفائدة منخفضة .
المصدر : https://tinghir.info/?p=57740
