بدون تعميم…درا تافيلالت بقرة حلوب ترفض الطاعة

admin
2021-07-05T19:58:56+01:00
آخر الأخبار
admin5 يوليو 2021
بدون تعميم…درا تافيلالت بقرة حلوب ترفض الطاعة
م. زهيم- تنغير انفو

في كل استحقاق انتخابي، يلاحظ المواطن هرولة الاحزاب و ممثليهم بمختلف مناطق المغرب هنا وهناك لكسب ود الساكنة والتعبئة لربح الرهان يوم الاقتراع. ودون شك فجهة درعة تافيلالت تعيش نفس الإيقاع، ما ساهم في ولادة حركات شبابية رافضة لكل تدبير قديم و متمسكة بمبدأ التغيير .

من هنا، كان ولابد لنا ان نكتب سطور مفتوحة، لمناقشة ما هو ملاحظ في الساحة الجهوية والإقليمية من مطالب، وردود فعل الاطراف المعنية من فاعلين سياسيين و شبيبات حزبية بمنطقة درعة تافيلالت، واقليم تنغير بالخصوص.
لهذا نكتب.

بدائيو السياسية بالجهة، متدربو التسيير السياسي بالجماعات الترابية والمجالس، لكم نكتب، لنوضح بعض المفاهيم التي تغفلونها، فتزلف المتعاطفين ليس دليلا على تميزكم، و لا على نجاح الانجازات التي تتوهمون أنها سببا لهذا التميز، غير أن الواقع المر يكرس غياب هذا الانجاز ووهم الثناء.


اختيرت لكم تسمية ” بدائيو السياسة في الإقليم” لعدة اعتبارات دون تعميم، منها إدعاءات بعضكم الحنكة في السياسة و هذا ما لاحظه جل المتتبعين في التدخلات الأخيرة خلال (مؤتمر شباب التغيير على مجموعات تسيير الشأن المحلي بالواتساب، و في الصفحات الفايسبوكية) فالكل يدعي الريادة في الاقدمية في الممارسة السياسية دون أن نجد لها أثار على الواقع.


إن الدول التي تحترم اللعبة السياسية تجد سياسييها يحترمون الإرادة الشعبية لمواطنيهم، لذلك فالمجال السياسي عندهم كمفهوم يكرس مبدأ الالتزام نحو قضايا المجتمع، والإيمان بالاختلاف و الرغبة في التطور و المطالبة بالتشبيب، وتطوير أساليب و استراتيجيات عمل اللعبة السياسية.


إن التغيير من المفروض أن يلامس جوانب عدة في مقدمتها الأشخاص و المؤسسات، إلا أننا نستنتج أن التغيير وحده لم يتغير بخلاف الأشخاص و المبادئ، فالتغيير كمفهوم كل ينظر إليه من منظوره الخاص في شقه الكلاسيكي لكن سنحاول ربط هذا المفهوم بالمستوى الدولي لفهمه.

دون شك هناك تحديات لوصف مفهوم “التغيير” فالرئيس الأمريكي الذي رفض تغيير قائد البلاد وبقي متشبثاً بكرسي الرئاسة، يدل أن المعنى الحقيقي للمفهوم هو الانتقال من الحالة الراهنة إلى حالة أخرى بهدف الوصول إلى نتيجة مغايرة، ما يجعلنا نركز على تغيير جذري وليس تغيير طوعي.

المسيطرون على الساحة السياسة بالجهة، يتوجسون التغيير لهذا فحتما مصيرهم الزوال شأنهم في ذلك شأن (إحدى شركات صناعة الهواتف النقالة) التي كانت رائدة في السوق العالمية، لكن تخوفها من التغيير وعدم استيعابها لهذا المفهوم أدى لاختفائها من سوق الإلكترونيات قس على ذلك معظم المجالات التي تتشبث بما هو تقليدي و كلاسيكي، مقابل وسائل تكنولوجية حديثة و متطورة تواكب روح العصر الحديث، و هذا ما سيحصل لشيوخ السياسة بدرعة تافيلالت.


إن مفهوم التغيير وهدفه، سيجبر الباحثين عليه (شباب الجهة، شباب التغيير، مناضلين الأحزاب الساخطين…) لتبسيط الهدف المنشود من الحركة ليستطيعوا كسب المواطن البسيط التواق للتغيير، على هذا الأساس ستُرفض (بضم التاء) أي محاولة من شأنها جعل الفرد سهل الاستسلام للتغيير.


طبيعي جدا أن يتم مقاومة التغيير فهو شيء مقبول لكن وجب فهم سبب المقاومة رغم أنها غير حتمية، فحسب الدراسات المنشورة في هذا السياق؛ فأسباب مقاومة التغيير مرتبطة أولا بعدم فهم سبب التغيير، وعدم وضوح الفكرة والرؤية.


ثانيا، الخوف من فقدان الامتيازات الخاصة، وعلاقات النفوذ، أي أنها مرتبطة بالشخص وليس بالمؤسسة، فالجانب البشري يستدعي التدخل لفهم أهمية و نتائج التغيير كنموذج مناسب لبيئة عمل بالاعتماد على نماذج عدة و مختلفة.

كمثال، نموذج ADKAR حسب مؤسسة the prosci العالمية، تشير إلى أن المنهجية ضرورية في مثل هذه الظروف، ف A التي تعني Awareness عملية نشر المفهوم (شرح الفكرة والهدف من التغيير). D تشير الى Desire بمعنى الرغبة (خلق رغبة عند المتلقي لفهم لماذا يجب المساهمة في تطبيق هذا التغيير). حرف K تحوي إلى Knowledge أي المعرفة (إعطاء معلومات متعلقة بالفكرة)، A يعني Ability بمعنى الممارسة والتطبيق، R يقصد به Reinforcement بمعنى استيعاب التغيير و الاستمرارية في النهج لفهم ضرورة تطبيقه كلما احتاج المجتمع إليه.


والملاحظ هنا أن المرور من مرحلة إلى مرحلة يتطلب إتقان و توضيح المرحلة الأولى للمواطن، وهذا يتطلب مجهود باعتبارها الأساس Awareness ، فحسب الدكتور مهند العصفور رئيس إدارة انجاز للتنمية بعمان فلا نموذج أفضل في إدارة التغيير، فكل جماعة تؤمن بطريقتها التي تعتبر ناجحة إن وصلت للنتيجة المسطرة، لذلك وجب التركيز على طريقة إدارة التغيير التي تتطلب كفاءة وعمل ممنهج، وليس الاجتهادات العاطفة التي يتميز بها اغلب المطالبين بهذا التغيير.

فالمفاهيم الجديدة للتغيير تتطلب منا الوقوف أيضا على تفاصيلها، فالعالم يتغير،والعقليات تتغير فلا يحق للنموذج القديم أن يرفض التغيير، فلولا المفهوم لبقينا في حقبة اللا حضارة. فالمطلوب إذن هو التعامل بروية مع الفكرة وخلق الرغبة في تطويرها واستيعابها، لتحقيق التطلعات.


من هنا، نستخلص أن التغيير المنظم يتطلب التغيير الفردي، فشباب درا تافيلالت ليست لديهم رغبة لترك المجال فقد قضى الزمن، لنتساءل من جانب واحد، أين نحن من هذا التحول والتغيير في ظل رفض الساسة قبول انخراط الشباب الراغب في دخول الغمار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.