بعد سبع سنوات من السباحة في الفضاء، يقترب مسبار الفضاء “دون” (الفجر) من محطته الأخيرة كوكب سيريس القزم، حيث يفترض أن يدخل في مدار هذا الكوكب خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة المقبل، وفقا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).
ويقع الكوكب، الذي رُصد للمرة الأولى عام 1801، في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري، ومن المتوقع أن يكون المسبار -الذي أطلق إلى الفضاء عام 2007- في أقرب نقطة له إلى هذا الكوكب بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكان القمر الصناعي “دون” قد زار كويكب فيستا وأمضى 14 شهرا في مدار الكويكب خلال عامي 2011 و2012 قبل أن يستخدم محركاته الكهربائية الأيونية لمواصلة رحلته إلى “سيريس” القزم الذي يعتبر مع ذلك أكبر الأجرام ضمن حزام الكويكبات.
ولا يتعدى قطر سيريس 970 كيلومترا، وبمقارنته بالقمر -على سبيل المثال- فإن قطر القمر يبلغ 3480 كيلومترا.
وقال مسؤولو الناسا إن القمر الصناعي الذي يعمل بالطاقة الشمسية سيضع نفسه في مدار الكوكب يوم الجمعة 6 مارس/آذار الجاري ومن المقرر أن تستقبل المناظير اللاسلكية على الأرض الإشارات الواردة منه، مشيرين إلى أن الأمور “تسير بسلام حتى الآن”.
ويترقب العلماء بلهفة أول صور قريبة لكوكب سيريس القزم الذي يعتقد أنه من الوحدات البنائية التي تخلفت عن نشأة كواكب المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليارات عام.
واعتبرت العالمة في برنامج “دون” كارول ريموند أن سيريس بمثابة “حفريات” يمكن فحصها لفهم العمليات التي كانت قائمة في ذلك الوقت.
يذكر أن الصور التي أرسلها “دون” لكوكب سيريس الشهر الماضي كانت غامضة بشكل أثار فضول العلماء حيث تضمنت شرائط لامعة على سطحه مع وجود بقعتين براقتين داخل إحدى حفر الكوكب، وقالت ريموند إن “هذه البقع محيرة للغاية”.
وأضافت أنه ضمن المظاهر الأولية عن سيريس شهد العلماء سمات غريبة كثيرة منها مناطق منبسطة وأخرى مشوشة وحفر من جميع الأشكال والأحجام. لكن الأمر المثير للاهتمام هو البقع اللامعة التي تقابلها أسطح مظلمة على سطح سيريس.
وفي محاولة لفهم هاتين البقعتين البراقتين، يعتقد العلماء أن سيريس كان به محيط تحت سطحه في المراحل السحيقة من تاريخه ثم تجمد، وأنه ربما أدى تصادم كويكبات أخرى أو مذنبات بالكوكب القزم إلى كشف مناطق من هذا الجليد تبدو براقة.
وكان منظار هيرشل الأوروبي الفضائي قد رصد بخار ماء على كوكب سيريس، وهو من القرائن التي تشير إلى احتمال تسبب الأجرام التي اصطدمت به في انطلاق أعمدة من الماء في الفضاء.
وسيستغرق الأمر نحو شهر كي يثبت القمر الصناعي “دون” نفسه ليبدأ عمليات رصد تستمر 14 شهرا ضمن برنامج تبلغ تكاليفه الإجمالية 473 مليون دولار.
المصدر : وكالات
المصدر : https://tinghir.info/?p=5631