الهجرة والعلوم الاجتماعية: ممكنات الفهم والتأويل

admin
2021-05-02T22:28:51+01:00
ثقافة و فن
admin2 مايو 2021
الهجرة والعلوم الاجتماعية: ممكنات الفهم والتأويل
إبراهيم بلوح

تضم هذه الورقة خلاصة مداخلات وتوصيات ورشة التفكير المنعقدة خلال اليوم الأول من فعاليات ربيع العلوم الاجتماعية في نسخته الأولى يوم 10 أبريل 2021 بمركز التكوينات بجامعة الأخوين بإفران والمعنونة ب ” العلوم الاجتماعية والهجرة”. وتضم مداخلات كل من الدكتور بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الدكتور أحمد شراك، أستاذ باحث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، الدكتور جمال فزة، أستاذ باحث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، الدكتور مولاي أحمد البوكيلي، أستاذ باحث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط.


تقديم


تروم هذه الورقة، تناول موضوع الهجرة من خلال محاولة لفت الانتباه إلى الأهمية التي باتت تشغلها ضمن مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، سيما وأن الهجرة قد شهدت تحولات جوهرية تؤثر بشكل فعلي في أشكال وجود وعيش الأفراد والجماعات، الأمر الذي يلح في ضرورة انخراط العلوم الاجتماعية في دراسة تحولاتها ومدى تأثير هذه الأخيرة في واقع الدول. وذلك لتقديم حلول وبدائل للسياسات العمومية السابقة في مجال الهجرة سواء في الدول المستقبلة أو دول الأصل. وليس من المبالغة في شيء إذا ما اعتبرنا أن مستقبل العالم ستكتبه الهجرة بكل تحولاتها وتأثيراتها وتداعياتها على العلاقات الدولية وعلى العيش المشترك المأمول. وقد تضمنت هذه الورقة عتبتين أساسيتين.

تذهب العتبة الأولى إلى عرض بعض تحولات الهجرة المغربية، بينما تنصرف الثانية للتأكيد على الحاجة الملحة لانخراط العلوم الاجتماعية في دراسة الهجرة بوصفها باتت محلالا لفهم وحل مشكلات مغاربة العالم.


العتبة الأولى: تحولات الهجرة وسؤال الحاجة إلى العلوم الاجتماعية


لعل أبرز ما يميز الهجرة المغربية كونها هجرة معولمة؛ إذ أن مغاربة العالم اليوم، حسبما أكد على ذلك الدكتور عبد الله بوصوف، يتواجدون في أزيد من 80 بلد حول العالم، على خلاف بعض الهجرات التي يتركز أصحابها في بلد أو اثنان. هذه العولمة تفرض علينا اهتماما كبيرا لمعرفة احتياجات هذه الجالية المغربية كقضية الهوية، الدين، الاندماج.. وغيرها، باعتبار هذه القضايا تختلف من بلد إلى آخر، الأمر الذي ينتج عنه اختلاف تلك الحاجيات داخل تلك الدول المستقبلة. 


ومن ضمن التحولات التي شهدتها الهجرة أيضا هو أن الجالية المغربية أصبحت مؤنثة، ذلك أن النساء يشكلن أزيد من 50 بالمائة منها. فالمرأة المغربية اليوم تسافر وتهاجر لوحدها في إطار العمل أو الدراسة. ولعل أحد المؤشرات التي تدلل على هذا الحضور النسائي المطرد هو أن المغربيات اليوم يحتلن مراكز عليا بالمناصب الأوروبية سواء في حقل السياسة أو الاقتصاد أو الفن أو الأدب، وهو ما يحيل على تطور حقيقي، وبذلك فالعلوم الاجتماعية مدعوة بشكل ملح، في اعتقاد الدكتور عبد الله بوصوف، للانخراط في محاولة فهم سيرورة هذا التطور، إذ لا يمكن أن نسن سياسات عمومية فعالة إن لم نسهم في فهم هذا التطور الذي يحصل داخل الهجرة المغربية. ومن السمات البارزة أيضا لهذا التطور هو أن الهجرة المغربية اليوم صارت شابة، وبالتالي كيف يمكن مرافقة هذا الجيل إن لم نفهم احتياجاته وانتظاراته، مشيرا إلى أن معدل الاندماج تجاوز 80 بالمائة أي أننا وصلنا لنقطة اللاعودة. الأمر الذي يضعنا أمام تحدي واحد هو مواجهة كل هذه التحولات عبر ما تتيحه العلوم الاجتماعية من أدوات وتقنيات للبحث والدراسة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.