قررت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، تخليد فاتح ماي بكافة الأقاليم، من خلال تنظيم تظاهرات ومسيرات، رغم الإجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات بسبب الوضعية الوبائية الناتجة عن فيروس «كورونا».
وأكدت الكنفدرالية أنها قررت الخروج للاحتجاج في فاتح ماي، من أجل الدفاع عن الحريات النقابية والحق في الإضراب والاحتجاج والتظاهر السلمي، والحفاظ على مناصب الشغل وإرجاع الموقوفين والمطرودين، ووضع حد لمسلسل تسريح العمال وإغلاق المؤسسات.
وقال يونس فيراشين، عضو المكتب التنفيذي للمركزية، «قررنا في الكنفدرالية الاحتفال بفاتح ماي هذه السنة بالاحتجاج، تحت شعار» لا لاستغلال الظرفية للمس بالحقوق والحريات والمكتسبات الاجتماعية»، وهو شعار يشكل أهم سمات المرحلة في سياق الجائحة وتداعياتها الاقتصادية على الطبقة العاملة وفئات واسعة من الشعب. وأوضح فيراشين في تصريح لـ»الصباح» أن الجائحة تسببت في فقدان أزيد من 400 ألف منصب شغل خلال 2020 كما ارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 16 في المائة في المجال الحضري، ومازال مسلسل فقدان مناصب العمل متواصلا دون أن تتدخل الحكومة بشكل عملي لوقف نزيف اجتماعي غير مسبوق.
وقال فيراشين «لقد ارتفع منسوب الاحتقان الاجتماعي، خاصة في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات وبعض المواد الأساسية وتداعيات الإجراءات الاحترازية على مصادر دخلهم».
وحمل القيادي في الكنفدرالية المسؤولية للحكومة التي لم تقدم أجوبة وحلولا للوضع المأزوم، المتسم أساسا باتساع دائرة الحاجة الاجتماعية وتعدد تعبيرات الاحتجاج لفئات اجتماعية ومهنية عديدة، بل إنها اختارت نهج المزيد من التضييق على الحقوق والحريات وقمع الاحتجاجات، وتجميد الحوار الاجتماعي المركزي والقطاعي والترابي، الذي من المفروض أن يشكل إطارا للبحث عن حلول للأزمة. واستغرب فيراشين لانشغال الحكومة وأغلبيتها بالتهافت الانتخابي، والصراع على المواقع للحفاظ على الامتيازات والمكاسب، مستدلا بحدة النقاش حول القوانين الانتخابية في البرلمان، في الوقت الذي غاب فيه النقاش الأساسي حول الأوضاع الاجتماعية الصعبة لفئات عريضة من المواطنين. وقال إن المفارقة الصارخة اليوم في أن من يخرق حالة الطوارئ يعاقب، ومن يخرق قانون الشغل ولا يصرح بالعمال لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يدعم تحت مبرر إنعاش الاقتصاد.
وخلص المسؤول في المركزية النقابية إلى أن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل قررت أن تجعل فاتح ماي مناسبة للاحتجاج في الشوارع وأمام المقرات، للتأكيد على رفض استغلال حالة الطوارئ الصحية، وتداعيات الأزمة للمس بالمكتسبات الاجتماعية و الحقوقية وضرب الحريات النقابية والحريات العامة وتسريح العمال، وللمطالبة باحترام القوانين الاجتماعية وفتح الحوار الاجتماعي.
المصدر : https://tinghir.info/?p=55423
