“كمال البلوي” شبيه الممثل المغربي “كمال الكاظمي” المعروف بحديدان، شاب ثلاثيني، عاشق للفن، كان معه حوار حول تجربته الفنية: بداياتها ،اهتماماتها ،حيثياتها ،صعوباتها وآفاقها المستقبلية…
ما لا يعرفه أغلبنا عن هذا الشاب الذي تفتقت قريحته الإبداعية هو اهتماماته المعرفية والتقنية، فهو حاصلٌ على ديبلومات وشواهد علمية تَخصصية من بينها : ديبلوم تقني متخصص في المعلوميات، وشهادة أخرى متخصصة في تدبير الاعلاميات .
هذا التوجه التقني، لم يمنعه من صقل موهبته في الفن فرغم الميلاد الحديث لهذه الموهبة التي انطلقت مع بدايات الحجر الصحي الأول لحظة تفشي فايروس كورونا إلا أنها تجربةٌ غنيةٌ وواعدة قياسا إلى التراكم الذي حققته في مجال السخرية الهادفة .
نحن إذن أمام شاب أجاد التفكير خارج الإطار المتاح بحيث كان الوضع الصحي المضطرب بحكم كورونا فرصة لتصريف الضغط بإطلاق العنان للمهارات الفنية التي تسكنه والتي اتضح فيما بعد أنه يسكنها كذلك، كما كان لعائلته دورا كبيرا في هذا المسار، فهو يحكي كيف أن والده شجعه تشجيعا دالاً بمجرد ما رآه ينتج أول محاولة له فتوالى التشجيع والتحفيز تارةً من العائلة وتارة أخرى من الأصدقاء والمتابعين فكان ذلك كله وقودا للاستمرارية وتحفيزا للطاقة الإبداعية لديه، ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت وسيطا خصبا لعرض المحتوى الفني أمام انظار فئات عريضة من المجتمع الذي لم يعد افتراضيا مادام ينسج معه علاقة تأثير وتأثر فجمهوره لم يعد متلقيا فحسب بل يستشيره في اختيار المواضيع التي يقاربها بِنَفَسٍ فنيٍ يجمع بين المسرح والكوميديا السوداء وأحيانا بفقرات تحفيزية ذات بعد نفسي يروم من خلالها استنهاض الهمم وبث النفَس الإيجابي وسط ركام من الإحباط الاجتماعي…
إن كان بعض أصدقائه يعرفون عنه اهتماماته بالتجارة فإن بعض متابعيه سيتفاجؤون إن قلنا إن كمال البلوي تاجر لم يمنعه انشغاله بالتجارة في الانخراط العصامي في الفن الهادف سواء باللغة الأمازيغية أو الفصحى والكلام الدارج .. وقد تكون قضاياه مُواكبةً لما استجد في الساحتين السياسية ، والاجتماعية…
قد يبدو أن ما ينتجه الفنان الساخر عبر اليات بسيطة لا يأخذ من وقت المشاهد سوى دقائق معدودات لكن وراء هذه الدقائق كما يبوح هو وراءها عمل مضني بدءا باختيار الموضوع، ثم الكتابة عنه، مرورا بالتصوير وإكراهات جودته، وانتهاءً بالتوليف واللتوضيب التقني ووقته وتعقيده فهو يتطلب منه أحيانا السهر حتى وقت متأخر من الليل على حد قوله هذا مع مساعدة افراد أسرته خاصة زوجته…
لقد كان لاحتكاكه ببعض المهتمين بهذا المجال فرصة لتطوير أدائه يوما بعد يوم فعلى الرغم من بعض الانتقادات التي تطاله والتي يتأسف لبعضها لكونها غير بناءة كما غيرها إذ تنتعل معاول الهدم لكسر الإرادة كما يقول، على الرغم من ذلك يستمر الشاب كمال في إمتاع جمهوره والاستفادة من فنانين متى سنحت له الفرص، يعكس ذلك إنتاجه لفيلم سينمائي بمعية أصدقائه مازال في طور التوضيب التقني .
في الأخير لم يخف كمال رغبته في الالتحاق بمعهد المسرح أو ما شاكل وفي أفق تحقيق حلمه الأثيل تمنى إنشاء معهد بتنغير لصقل المواهب الإبداعية الفنية في مختلف المجالات فهناك كفاءات لا يجب أن تتردد في إبراز مهاراتها الفنية وألاَّ تستسلم للخوف والتردد والانتقاد .
في ختام هذا الحوار الذي سلطنا فيه الضوء على الجوانب المختلفة لهذه الطاقة الإبداعية لا يسعنا إلا التنوية ومتمنياتنا له بالتوفيق لإمتاع الجمهور والمتابعين .
المصدر : https://tinghir.info/?p=55249