قد ارتاحت ساكنة مدينة اسفي واطمئنت حين تجندت قوة الأمن والقوات المساعدة بدوريات متتالية قصد استتباب حظر التجوال الليلي.. لكن هذه الدوريات سرعان ما انتهت وانطفأت وكفت عن عملها الذي ينبغي أن يستمر حتى لا تعيش الساكنة رعبا وقلقا جراء أصوات الشباب والمدمنين على المخدرات الذين يقضون النهار في النوم والليل أمام أبواب المنازل وفي الشوارع يتسكعون خصوصا بموقف السيارات بلاد الجد فضلا عن العديد من الاحياء.
فالليل خلقه الله لباسا وللنوم وللسكون والنهار معاشا وللنشور وللعمل، لكن شباب اليوم غيروا القاعدة والمألوف، معتقدين أن هذه هي الحرية.. متناسين أن الحرية تنتهي حين تمس وتخدش كرامة الآخر و تقلقه، الشيء الذي يستدعي من الجهات المسؤولة ومن الأمن الوطني والسلطات المحلية، استمرار القيام بدوريات حظر التجول الليلي كعمل استباقي حتى لا تفقس وتنموا ظاهرة التشرميل أو غيرها، لأن الشباب يحتاج إلى تقويم و تخويف و ردع، فنحن مجتمع يخاف ولا يستحيي.
تواطء القوات الأمنية أو بالأحرى غيابها هو ما دفع الشباب للبقاء ليلا خارقين قانون حظر التجوال لا مكترثين بالسكان ولا بالمرضى ولا بالأجراء العاملين في البساتين الذين يستيقظون باكرا من اجل لقمة خبز.
أما إذا بقي الوضع والفوضى مستمرة على هذه الشاكلة حتى أذان الفجر، فيقينا سوف يولد هذا الوضع الفوضوي جرائم لا محالة.. والسلطة هي المسؤولة في عدم الانتباه إلى ماسيجرى ليلا.. وهنا يطرح السؤال نفسه بإلحاح: من وراء تغييب الأمن والدوريات ليلا..؟ وما وجود قوات الأمن؟ هل لقمع الأساتذة والطلبة العاطلين فحسب وتخويفهم..؟ وماذا تساعد هذه القوات إذا بقيت في سباتها والساكنة تستيقظ وتفيق كل لحظة على نهيق الشباب الذي يضيع وقته بين هذا الشارع وذاك؟ فالذي يقال عن قوى، يقال أيضا على كل مسؤول في عنقه مسؤولية سلامة وأمن المواطنين.
المصدر : https://tinghir.info/?p=54518