أطلق عدد من الفعاليات المدنية والحقوقية بإقليم تنغير حملة إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التحسيس بأهمية حماية المنظومة البيولوجية للمنطقة ودعوة السلطات المعنية لتكثيف مجهوداتها لحماية ما تبقى من الرصيد والموروث الطبيعي والحيواني بمختلف واحات إقليم تنغير.
ولفت هؤلاء في منشورات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى أن الإنسان أصبح يشكل خطرا حقيقيا على أصناف متعددة من الحيوانات والطيور ويتهددها بالاندثار والزوال ما يدق ناقوس الخطر من انتشار ممارسات القتل والقنص العشوائي وتهديد مساكن استقرار وعيش هذه الحيوانات والطيور التي تغني التنوع البيولوجي والبيئي للمنطقة.
وسجل في الآونة الأخيرة خصوصا بعد فترة الحجر الصحي التي لزم فيها أغلب المواطنون البيوت ظهور حيوانات وقطيع من “الأروي” الضأن البربري المعروفة ب “أودادن” على مستوى واحتي تودغى وبومالن وضواحيهما وتظهر للعلن قرب المساكن والطرق ما يجعلها عرضة للاستهداف من طرف جشع صائدي الفرص و”أعداء الطبيعة”.
في حين عرفت مناطق أخرى من إقليم تنغير توافد أصناف من الطيور المتنوعة وتكاثر عدد من الحيوانات البرية كالأرانب والسناجب البرية والثعالب والقنافذ والحجل وغيرها من الكائنات التي تعتبر مهمة للحفاظ على التوازن البيئي والنظم الايكولوجية.
وفي هذا الصدد يقول ادريس فخر الدين فاعل حقوقي وجمعوي بمدينة تنغير ” أن التغيرات المناخية واندثار ذئب الجبل ونقص نشاط الرحل خصوصا بعد توالي سنوات الجفاف له أثر كبير على ظهور قطيع “الأروي” وتكاثره بالجبال وبواحة تودغى”.
كما أن هذا الحيوان “الأروي” “فقد جزءا من وحشيته ولم يعد يخشى الانسان لندرة الاحتكاك به. بالإضافة الى لجوئه للحقول كمصدر للعيش بعيدا عن يابسة الجبال وهو ما يعرض حياته للخطر ويقلق معه راحة المزارعين” يضيف المتحدث.
ومن جانب آخر يؤكد فخر الدين أن “تواجد هذا الحيوان له ايجابيات كثيرة يمكن ان تعود بالنفع على المنطقة خصوصا جانب السياحة والدراسات والتصوير الوثائقي والتعريف بالمنطقة، إضافة لآثار تواجد هذه القطعان على التنوع البيولوجي خصوصا النباتي عبر عمليات ميكانيكية تشمل تسميد الأراضي وتكثيف الأشجار وغيرها. وهو ما يفرض على السلطات المعنية والفاعلين المحليين العمل على حمايته عبر تنسيق الجهود والقيام بدوريات أمنية من مصالح الدرك والمياه والغابات وسلطات محلية”.
ومن جانبه يرى لحسن فاتحي الذي أطلق صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم ecosysteme sud de maroc أن “الوقت حان من أجل الانتقال لمرحلة التأسيس لتنظيمات مدنية على مستوى إقليم تنغير تستهدف الترافع لحماية وتثمين الموروث الإيكولوجي الذي تزخر به المنطقة وكذا أخذ الموضوع بجدية في مختلف المشاورات والمقاربات التنموية بالإقليم”.
مضيفا أن “المسؤولية الجماعية تجاه رصيدنا البيئي والبيولوجي يقتضي اتخاذ اجراءات عاجلة من شأنها التحسيس والتوعية عبر التشخيص والجرد والتوطين وتعبئة المنشورات والإعلانات وتنظيم لقاءات وإحداث محميات كخطوة أولى والانتقال بشكل مواز لزجر المخالفين إذا اقتضى الأمر ذلك في مرحلة ثانية مع الأخذ بعين الاعتبار تظلمات الساكنة وإيجاد الحلول المناسبة لكل الإكراهات المطروحة”.
ويعتقد فاتحي أن “من شأن تثمين هذه الموارد تقديم إضافة نوعية للقطاع السياحي بالمنطقة عبر إحداث مدارات سياحية يتم تسويقها تأخذ بعين الاعتبار التنوع البيولوجي والايكولوجي للمنطقة وكذا محميات “تيماتية” تكون وجهات استقطاب وجذب للزوار”.
وتشكل مختلف مناطق إقليم تنغير بحكم تنوع موقعه الجغرافي وتنوع مناخه وتضاريسه وأنظمته البيولوجية، أرضية مفضلة لعيش وتواجد عدد من الحيوانات البرية والطيور المهاجرة والمستوطنة والتي تتخذ من الجبال والواحات والوديان أماكن آمنة للاستقرار والعيش بها منذ أمد بعيد، وهو ما يستلزم العمل على حماية هذه الثروة وهذا التنوع التنوّع البيولوجي وإدارته بشكل آمن ومستدام.
المصدر : https://tinghir.info/?p=54113