تنغير انفو- متابعة
في الذكرى 63 للزيارة التاريخية التي قام بها بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، لمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة يوم 25 فبراير 1958، نظمت النيابة الاقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بزاكورة ندوة علمية تحت عنوان الخطاب التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس: صوت التحرير ونداء الوحدة الترابية.
في مداخلة المندوب الإقليمي محمد المنديلي، فالندوة تأتي في ذكرى عزم فيها المغاربة مواصلة درب التحرير، وان الزيارة التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس الأقاليم الصحراوية اخدت ابعاد دلالية تعتبر كنز من القيم الوطنية النبيلة، حيث كانت بمثابة دليل على مدى تشبت الشعب بالعرش والعرش بالشعب، اي ان الرسالة في سياقها التاريخي مفادها استرجاع ما هو للمملكة بحكم التاريخ.
عبد العالي بورحيم، استاذ باحث اشار في مداخلته ان ذكرى الزيارة الملكية تجمع عدة إبعاد ودلالات، اقتصادية اجتماعية سياسية جغرافية و تاريخية.
فالشق التاريخي يتمثل في كون الصحراء جزء من المملكة لا يمكن الخوض فيه، اما الجغرافي فيلخص في الخريطة الموحدة للبلد، اما البعد السياسي فيكمن في تجديد البيعة بين الشعب والعرش، فالزيارة اذن كان هدفها توحيد المغرب من شماله الى جنوبه والحفاظ على الأمانة وربط الماضي بالحاضر وبناء المستقبل.
كما تطرقت مداخلة الاستاذ الباحث الدحمان الغفيري الى ان الخطاب الملكي بالمحاميذ الغزلان سنة 1958 هو بداية انطلاق استكمال الوحدة الترابية للمملكة، خصوصا ان هذه المناطق محتلة من قبل الإسبان بعد الاستقلال، ما عجل الزيارة الملكية للدعوة الى توحيد الصفوف الوطنية لاستكمال الوحدة الترابية.
كما اشار في عرضه المعنون ب الصحراء المغربية بوابة افريقيا من محاميد الغزلان 1958 الى الكركرات 2020، الى بروز الروابط المغربية بعمقه الافريقي، ويتضح ذلك الى القرن 16 للميلاد حيث كانت القوافل التجارية تعبر من المحاميد نحو الشمال ومن الشمال نحو افريقيا مرورا بالمحاميد، كما ان تبني سياسة الانفتاح نحو افريقيا من طرف الملك محمد السادس لخير دليل يضيف المتدخل.
ابو أيوب الأنصاري، استاذ باحث تناول في عرضه المتعلق بالزيارة المحمدية لمحاميد الغزلان حلقة من حلقات الوحدة وبناء الدولة المغربية الحديثة واستكمال الوحدة الترابية، تطرق الى كون الزيارة حلقة طموح لتحقيق الوحدة الشاملة ووضع القضية مع الماضي المتسم بالتمزق والفوضى بسبب الإستعمار.
فالرحلة الملكية لطنجة في ابريل 1947 والتي اعلن فيها جلالته عزم المغاربة مواصلة درب التحرير، وصمود واصرار جيش التحرير عجل في استرجاع المنطقة تحت القيادة الملكية يضيف المتدخل. ما مهد الطريق لبناء الدولة الحديثة التي شهدها العصر المحمدي بعد الاستقلال.
المصدر : https://tinghir.info/?p=54015