تناقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي مضمون المذكرة التي نتجت عن مجموعة من اللقاءات والورشات التي نظمها مرصد دادس للتنمية والحكامة الجيدة وشارك فيها مجموعة من الهيئات و الأطر الشابة الغيورة من أجل بناء رأي تشاوري وتشاركي حول إمكانية التغيير وبناء إقليم تنغير آخر وبمواصفات تنموية تضمن الحد الادنى من العيش الكريم للمواطنات والمواطنين بهذا المجال الجغرافي الحديث اداريا والعريق بنضالاته وكفاحه.
إن ما اثار انتباهي وحفزني للرجوع الى الموضوع والحدث على حد سواء هو تفاعل النخبة السياسية محليا وجهويا مع الوثيقة، من مجريات اعدادها الى نشر المضمون وارسالها الى رئيس اللجنة الملكية المكلفة باعداد النموذج التنموي للمغرب، حيث غاب النقد والانتقاد والتمحيص والتحليل من السياسيين و القائمين على الشان المحلي و التنمية بالاقليم، لم نر ردا ولا تفاعلا حتى من الذين يكتبون عن كل شيء ويتبنون كل شيء ويتحينون الفرص للرقن على الأزرار.
لا أريد أن أجعل من الوثيقة فعلا خارقا للعادة أو عصا سحرية لفك لغز التنمية بالاقليم لأنها عمل تطوعي من كفاءات محلية محدودة التجربة ولا تتوفر على أبسط وسائل العمل، لكن تبقى المرجع الوحيد الى اليوم كمقاربة ترابية تجاوزت الخلافات السياسية والمشاحنات العرقية والعصبية وحدود القبيلة والدوار لتؤسس لمشروع تنموي اقليمي مبني على الأجرأة الفعلية لازالة الكوابح التي عرقلت التنمية لعقود.
إن ما لم ينتبه اليه السياسيون وهم يبنون برامجهم للتسويق الانتخابي – إن حاولوا فعل ذلك – هو انحصارهم في البحث عن الرفاه والتنمية الاقتصادية في مجال الواحات ناسين أن من تلك البرامج من جنى على الواحة وهدد استدامتها، فلهم في الوثيقة مرجع للتنمية المستدامة حيث ارتقت في منظورها الى دمج التنمية الاقتصادية بشقين اساسيين هما الاجتماعي والبيئي فالمقاربة البيئية واضحة وعرضانية في محاور تنمية الاقليم.
لا أريده تحديا وإنما مطلبا للنخبة السياسية أن تراجع المضمون دون الاكثرات للأشخاص أوالهيئة المنظمة للتفاعل مع المذكرة لإغنائها أو تعويضها بما هو أحسن وذلك لتمكين الاقليم من مرجع أو بوصلة لتنمية مستدامة شاملة مدمجة تتجاوز الترقيع والتدخل المناسباتي ولعب دور رجال الاطفاء.
فكفانا من مناقشة التغيير، فهو حتمي قادم لا محال ولنفتح صدورنا لنناقش:
أي تغيير نريد؟
وبأي أشخاص يمكن التغيير؟
وهل نحن مستعدون للتغيير؟
وماذا بعد التغيير؟
عثمان عوي
خميس دادس ليلة 20 يناير 2021
المصدر : https://tinghir.info/?p=53230