عثمان عوي
يعاني سكان جماعة سوق الخميس دادس المتواجدون على طول الطريق الرئيسة رقم 10 الرابطة بين قلعة امكونة وبومالن دادس – يعانون- من ويلات الجفاف كلما انحبس المطر حيث يتلوث الجو بكل أنواع الاتربة الرمال، لكن تكون المعاناة أكثر بكثير عندما تجود السماء بالغيث.
إن المتتبع لمشهد هذه الطريق يجده حدثا متكررا يعتاده الجميع والتعامل معه لا يتجاوزصورا تذكارية وسلفيات مع فيضانات تهدد البنايات والسكان.
كلما نزلت الامطار تصبح الطريق الرئيسة ( الشريان الوحيد الذي يربط أواصر الجنوب الشرقي المنسي المهمش ) – تصبح- سريرا لواد لم يدخل بعد في احصائيات وكالات الأحواض المائية ، تجده يحمل ما لا يحمله وداي دادس، بل مؤخرا جفت بعض النقط بالوادي الرئيسي وحملت الطريق الرئيسية حمولة رفعت النوم عن أعين الرجال والنساء والاطفال.
ما أثار انتباهي هو التعامل مع الحدث المتكرر، فلا شيء سوى القبول والخنوع وانتظار احصاء الخسائر بعد خروج الشمس وصفاء السماء، لا ترى الا بعض الاشغال المحتشمة التي لا تعدو ان تكون هدرا واضحا للمال العام حيث تصب بعض اكياس الاسمنت هنا وهناك لترى أشغالا اخرى أشد رداءة بعد ازالة ما تم تبليطه مسبقا و تبقى الطريق بجوار السوق الاسبوعي على حالها مجرى رئيسيا ينقطع عليها السير وتنقطع الدراسة لاطفال لا يجدون ممرا و لا سبيلا للوصول الى المدرسة.
إن تحليلنا للوضع نجد فيه مسؤولية القائمين على الشأن المحلي والقطاعات اللاممركزية والمجتمع المدني وبعض المواطنين ممن حولوا مجاري المياه من اجل البناء، وتعدد المسؤوليات يعني كثرة المتدخلين لذا وجب فتح نقاش عمومي وبكل جرأة في اطار المقاربة التشاركية للتفكير الجماعي في الحلول الجذرية لهذه المشاكل التي تؤرق الجميع، إن التدخلات التي نراها من حين لاخر في هذه النقط السوداء غير مجدية ولن تجدي في شيء لأنها فردية اعتباطية وعشوائية لم تخرج من تشخيص تشاركي وتفكير جماعي تجتمع فيه الخبرة والتجربة لبناء مشروع متكامل ومندمج يعمل الجميع في اطار المسؤولية المجتمعية لتعبئة الموارد الضرورية لتنزيل الحلول النهائية لهذه المعاناة.
إن التنمية رهينة بالتخطيط ونوعية المخططين والمشاركين، فتدبير الشأن المحلي بموارد ضئيلة يستلزم العمل بالاولويات وبمقاربة تدبير النذرة، فالواضح ان لو استمرت التساقطات المطرية وانتقلنا من منطقة جافة الى رطبة لانقطعت الدراسة وانقطعت حركة المرور وتجمد كل شيء بالجنوب الشرقي .
إن التعامل مع مشاكل المواطنات والمواطنين بالانتظارية والتغاطي والنسيان والدم البارد من كوابح التنمية وعراقلها، إذ كلما جهلنا مشكلا الا وانضافت اليه مشاكل السنة المقبلة وهكذا تتفاقم المعاناة وتتأزم الاوضاع، فالبناء والتغيير وأجرأة السياسات العمومية الفعلية الناجعة رهين بالتجميع والتعبئة المجتمعية والتواصل والانصات دونما خوف من المنافسة وضياع كراسي سيُزلزها الزمن شئنا أم أبينا.
فكيف يمكن أن نغير معالم المدينة ونفتح أوراشا كبرى تتيح فرص الشغل للشباب والنساء ونحن عاجزون عن صرف مياه الأمطار عن الطريق؟
كيف يمكن أن نبني سلما اجتماعيا وأمنا متينا والكلاب الضالة تُرعب النساء والاطفال؟
كيف يمكن أن نجذب السياحة ومركز المدينة كله برك مائية صدق من أحضر صنارته لصيد الاسماك بها؟
كيف يرتاح المواطن ويطمئن على حاله وانارة الشارع العام لم ترق الى مستوى طوله العالمي؟
كيف يعيد المواطن ثقته بالسياسة بعد ان قُطِعت الاشجار وأُزيلت الممرات أملا في تأهيل مركز الجماعة فانطفأت أنوار التنمية لسنوات؟
أسئلة عديدة تؤرقنا وتجعلنا نتهم أنفسنا بالركود و التقاعس أمام الوضع، فما الحل يا شباب ؟ و هل أحسستم بثقل المسؤولية ؟ هل انتم راضون عن الوضع ؟
فإن ضاقت بكم الاحوال فاعلموا أن أحدا لن يغير من حالكم.
فأنتم التغيير …
وعليكم يعول لغذ أفضل …
فجماعات أخرى ممكنة …
ومغرب آخر ممكن …
عثمان عوي
خميس دادس 12 يناير 2021
المصدر : https://tinghir.info/?p=53024