الامثال الشعبية المتداولة بجهة درعة تافيلالت وبالمغرب من طوله لعرضه تختزل تجربة أمة وشعب في تنظيم العلاقات الاجتماعية لتيسير التواصل او قطع حبل الود بعبارات مختزلة وبالفاظ لغوية يسهل تداولها وانتقالها بين جميع الناس ومن مختلف الاعمار والاجناس وصالحة لكل زمان ومكان لعدم ارتباطها بحادث طارئ يزول وينتهي .
وكم من الاشخاص في الوسط العائلي او المحيط المقرب لنا نفسيا وثقافيا واجتماعيا او في العمل او في المسؤولية نقتسم معهم كل شيء الا ما حرم الله ، ينتقلون لمكان اخر لظروف العمل او لأسباب ما او ينتقلون إلى جوار ربهم فيتركون الاثر الغائر والعميق لانهم يقدمون لعامة الناس خدمات بأريحية وبطيبوبة ويسهلون العسير بمسؤولية وبحس انساني وطني عال و بابتسامة عريضة لا تفارقهم، وحتى ان عجزوا عن تقديم هذه الخدمات يوجهون لك الرشد والنصح ويعبدون لك الطريق من اجل قضاء الحوائج ودون انتظار مقابل لان الخير فيهم متأصل وهذه الفئة الخيرة كثيرة في الادارات العمومية والخصوصية وحتى خارج الوظائف الحكومية.
وعبارة ‘ الما والشطابا ‘ لا تلصق بهؤلاء الاشخاص قطعا، بل ينعت بها اشخاص في الضفة الاخرى الذين يتصنعون فعل الخير او هم ماكرون وثعالب من الدرجة العالية ، ويظهرون ما لا يبطنون وسبحان الله العظيم من هذه الطينة التي يعلو وجهها الغبن ويصنعون الابتسامة بعضلات وجه مثل العجين صالحة لكل المواقف والقوالب فيضمرون الشر المتأصل فيهم ويتقمصون فعل الخير الذي لا يطول كثيرا وينكشف معدنهم على التو ، تعجبك اجسادهم واجسامهم و كل يوم برابطة عنق اعتقادا منهم انها هي من تصنع الشهامة فتفضحهم جباههم المتحجرة وطريقة كلامهم الفجة ،وحركات عيونهم غير المستقرة وهؤلاء يتركون الاثر السيء في انطباع الاخرين الذين يتمنون رحيلهم لان الكراسي صنعتهم وينتهي ذكرهم بانتهاء مهامهم فلمثل اولائك ولمثل هؤلاء صاغ المجتمع وتداول عبارة ” الما والشطابا ‘ وهي صالحة لكل الامكنة والازمنة ،وكم يصعب وقع العبارة حين تسمعها بالمباشر او من وراء حجاب قصدا فتترك الاثر الذي لا يندمل مدى الحياة وكم مرة يتم ترديد العبارة عينها في حفلات التكريم والتوديع استخفافا وامام جمع عام فيلتقطها المعني ويبلع ‘ الريق ‘ ويمضي ..،نجانا الله واياكم من هذه الشطابة وهي مخالفة طبعا لشطابة الملاعب الرياضية في عهد وزير سابق حين عرت الامطار البنية التحية لهذه الملاعب.
المصدر : https://tinghir.info/?p=52855