الفنان التشكيلي عمر اقسبي يجسد في لوحاته التشكيلية الفنية تمثلات وجودية لأحوال الناس وهي انعكاس شعوري لشخصيته الفنية الباطنية القادرة بحس فني على التقاط معاناة الاخرين وتطويعها عبر الالوان والحركة لتصبح جزءا من الشعور العام .
ما يثير الدهشة والتميز في معظم لوحاته ان الاشباح التي يشتغل عليها الفنان لا تمثل بالضرورة صورة شخص محدد بقدر ما تمثل انعكاسا لصور ذهنية جماعية لأمة او لشعب في ابعادها الانسانية بتاريخها ومعتقداتها وحضاراتها ومعاناتها ،وأي شخص ينتمي لهذه الدائرة فلا بد أن يأخذ نصيبه من هذه المعاناة واقعيا او وراء الاقنعة.
اللوحات تبدو مخيفة للإنسان العادي ورائحة الموت تصاحبك في كل اقتراب منها وكأنه يؤمن بحقيقة ،مازالت غامضة عند البشرية ،او انه يؤمن بالبعث من خلال البقايا التي تغيرت صورها ،وبدأت تتحرك بطرق اخرى يراها الفنان مناسبة له و لزمنه من خلال ألوان الغروب الموظفة ،فلا نراه يشتغل كثيرا على اللون الأخضر الزاهي أو الأزرق الفاتح لأن الحياة في رؤاه مليئة بالمعاناة والمفاجآت الأليمة .
الاشتغال على الانسان منفردا ومتفردا حقيقة وجودية باعتبار ان الكائن لا يشارك غيره في ميلاده او في مماته ولا يمكن لأحد أن ينوب عن الآخر في الوجود والتواجد ، وحتى الالم فإننا نعيشه ذاتيا وفي صمت رهيب رغم تواجد وحضور المحيط ،.ومعظم المبدعين يتقاسمون الشعور ذاته، فمهما حاولوا أن يكونوا اجتماعيين ،فهم لا يجدون ذواتهم إلا وهم متفردون في عوالمهم ،إنهم غرباء رغم عيشهم مع الجماعة .
الفنان أقسبي في العديد من لوحاته يطرح تساؤلات فلسفية عميقة حول الحقيقة التي لا زمت الإنسان منذ تواجده في الحياة ،من عهد ادم في علاقته بشجرة المعرفة ، وهذه الحقيقة مازال يبحث عنها ابنه الإنسان لحد الساعة .
واليكم بعض لوحات الفنان عمر اقسبي من مدينة تنغير جهة درعة تافيلالت بدرعة تافيلالت .
المصدر : https://tinghir.info/?p=52484