الإقتصاد الإجتماعي التضامني نمط عيش يصارع الإنذثار في زمن كورونا

admin
2020-12-13T14:20:07+01:00
آخر الأخبار
admin13 ديسمبر 2020
الإقتصاد الإجتماعي التضامني نمط عيش يصارع الإنذثار في زمن كورونا
نور الدين الراجي

ساهم انتشار وباء كورونا في خسائر فادحة على الإقتصاد العالمي والوطني عموما، حيث كان أكبر المتفائلين منذ ظهور الجائحة يتنبأ بركود إقتصادي قل نظيره، هذا الوباء أرخى بظلاله الثقيلة كذلك على الإقتصاد التضامني الإجتماعي ولم يسلم من تداعياته ، هذا الأخير الذي يشكل دعامة من الدعامات الأساسية لإقتصاد متوازن و مدمج، جدير بالذكر أنه يعمل على ترسيخ قيم التضامن الاجتماعي وتطوير النمو الاقتصادي، من خلال احتضان عدد كبير من المتعاونين من جميع الطبقات الإجتماعية ومختلف القطاعات والمجالات التي تعتمد أنشطتها على مبدأ التضامن والمنفعة الاجتماعية، وذلك تحت مظلة نسيج جمعوي يضم تعاونيات وتعاضديات وتقاليدنا ذاتيين.

والمتتبع للشأن الإقتصادي المحلي بقلعة امكونة الكبرى، يلاحظ بشكل جلي وملموس تأثير كوفيد 19 بشكل مباشر على الإقتصاد التضامني الإجتماعي بالمنطقة، و المعروفة بنمط عيش الذي يعتمد في أغلب الأحيان على التضامن (تِيويزَا نموذجا )، القطاع الثالث كما يطلق عليه من طرف أهل الإختصاص الذي يشكله بالأساس مجموعة من التعاونيات بالواحة التي تهتم بتقطير الورد وتسويقه، فضلا على أخرى تختص في الصناعة التقليدية الى جانب صنف اخر مختص في مجال تقديم الخدمات .

لمعالجة الموضوع من جميع الجهات تواصلنا مع ع.ح ممثل شركة “فلوروز” لإنتاج وتسويق الورد العطري، حيث اكد أن الجائحة والحجر الصحي وما تبعه من اجراءات، تزامن مع موسم قطف الورود الذي تأثر بشكل مباشر على انتاجه، على اعتبار أن الفلاحين فضلوا تيبيس الورد عوض بيعه بعد قطفه مباشرة مما أدى الى قلة عرض الورود في السوق، واضاف المتحدث ذاته أن ذلك نتج عنه ارتفاع في ثمن الورد ومنتجاته، وكإجابة على سؤال كيف تعاملت التعاونية مع العاملين و العاملات في هذه الظرفية، أردف قائلا أنه ثم تقسيمهم إلى مجموعات يتناوبن كل 15 يوم إلى حين انتهاء الجائحة تطبيقا للبروتكول الصحي الموصى به من طرف السلطات المختصة.

وفي سياق ذي صلة، تعاونية “ساليسا للحلويات” لم تسلم هي الأخرى من تداعيات وباء كورونا، و في تصريح مقتضب أكدت رئيستها م.أ على أن التعاونية مرت في أسوء فترة منذ تأسيسها، لإعتبارت متعددة منها ما هو متعلق بضعف الطلب على منتوجات التعاونية، مشيرة في نفس الوقت والحين على أنهن لم يستفيدن من أي دعم او مبادرة من طرف أي مؤسسة عمومية، الذي من شأنه أن يخفف ولو قليلا عن الظروف الصعبة التي تمر منها التعاونية.

إجمالا فإن النهوض بقطاع الاقتصاد التضامني و الاجتماعي لا يقتصر على عمل المؤسسات العمومية و المنظمات الأجنبية فقط، بل هو بالأساس مسألة إرادة مسيري هذا القطاع، و اليوم أصبح يعتمد أكثر على ضرورة الابداع في العمل و الابتكار، و بقدر أهمية الرأسمال المادي تبرز أهمية تنمية وتكوين الرأسمال من أجل الإستمرار .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.