أمدياز مولاي حماد أطاهر يغادرنا إلى دار البقاء في صمت!

admin
آخر الأخبارتمازيغتثقافة و فن
admin12 ديسمبر 2020
أمدياز مولاي حماد أطاهر يغادرنا إلى دار البقاء في صمت!

تنغير أنفو – متابعة

توفي اليوم، السبت 12 دجنبر 2020، مولاي احماد أطاهر أو الشيخ حماد كما يحب أن ينادى به أو أمدياز حماد كما هو معروف به، و هو أحد أهرمات فن تمديازت و تمناضين بالجنوب الشرقي، و بالضبط منطقة أُرتُروك إقليم الراشدية؛ المرحوم أستطاع أن يفرض نفسه وسط الساحة الفنية و أن ينقش اسمه بحروف من ذهب في بحر الشعر الأمازيغي الموزون.

مولاي احماد أعطى الكثير و الكثير لفن تمديازت على مستوى الجنوب الشرقي. معروف بتواضعه وأخلاقه الحميدة و ذاكرته القوية إذ أنه يمنحك شعورا فريدا كلما سرد قصة أو واقعة عاشها زد على ذلك فهو يتمتع بروح نكتوي فحديثه كله عن ماض عاشه في سراء وضراء . فانطلاقا من ألبوماته التي اكتسحت جل منازل الجنوب الشرقي رغم أنه لم يستعين بأي آلات موسيقية باستثناء الكمان الذي تخلى عنه لتبقى ألة التسجيل هي وسيلته الوحيد لتسجيل أشرطته المتواضعة التي تناول فيها مواضيع مختلفة حيث تطرق الى ما هو اجتماعي، ديني، سياسي؛ كما أنه ناقش قضية وحدتنا الترابية و قضايا إنسانية أخرى، بالإضافة الى الجانب العاطفي. و أعطى الجالية حقها من التعبير. ومن عناوين هذه الألبومات:
– ait-lkharej
– tssilit-t t tmghart
– ayimi-3awd-lhdjat
– lal-n-okham
– lmghrib
– sahara
– lmjriyt-goulmima-1982
إلى غير ذلك من الألبومات الشيقة و المتواضعة ولا ننسى مساهمته في توجيه أبناء المنطقة المولعين بفن الغناء بإرشادهم ونصحهم .
في مجتمعنا للأسف فنانونا يعانون من التهميش و الإقصاء من جهة، و من مشاكل مادية و صحية من جهة أخرى؛ في غياب أي دور فعال من وزارة الثقافة الوصية على القطاع، و المؤسسات الحكومية بدرجة أولى، و الجمعيات المهتمة بالفن محليا أو جهويا أو وطنيا بدرجة ثانية، الكل مسؤول عن هذه الوضعية و الكل مدعو للوقوف بجانب أمثال الشيخ حماد أوطاهر ومساعدته ماديا و معنويا قيد حياته و هو مازال يتمتع بكامل صحته بصفة عامة، وفي الظروف الخاصة و القاسية من قلة حيلة اليد و الحاجة إلى رعاية صحية، كما هو الحال لفناننا الذي لم يمهله المرض طويلا ليودعنا و يغادر هذا العالم في صمت!
ختاما الفن إن لم يحظى صاحبه بالاهتمام اللازم والمساعدة الضروريين فمن المحتوم ذات يوم أن يندثر وينقرض. فرسالتي الى المهتمين بالفن خاصة التراث الأمازيغي أن يجتهدوا لاستمرار هذا الفن، و ذلك عبر باب الإهتمام بأمثال مولاي حماد اطاهر الذين لا يزالون على قيد الحياة، فإمديازن هم مدرسة الأجيال و مصدر من مصادر النبوغ الأمازيغي على مر العصور.

رحم الله الشيخ حماد أطاهر و أسكنه فسيح جناته و إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقال رأي لأحماد بن يوسف صدر سنة 2014، تنشره تنغير انفو بتصرف لايصال رسالة مفادها أن من لا يهتم برجالات ماضيه لا يمكن أن تقوم له قائمة مستقبلا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.