“الرحل” في زمن كورونا … معاناة ما وراء الجبال

admin
2020-12-01T23:31:35+01:00
آخر الأخبار
admin1 ديسمبر 2020
“الرحل” في زمن كورونا … معاناة ما وراء الجبال
حسن الطاهيري - تنغير أنفو

يوما بعد يوم تنكشف التأثيرات السلبية التي خلفها فيروس كورونا المستجد “” كوفيد 19””، على الكثير من الفئات الإجتماعية في كل أنحاء المعمورة بدون استثناء، بل ربما يعيد عجلة التنمية إلى الوراء سنين طويلة.


فلا شك بأن فيروس كورونا أثر بنسب متفاوتة على سكان العالم و فئاته الإجتماعية ، حيث فقد الكثير عملهم، كما تضررت شركات و مصانع و دول بحد ذاتها من موجة الفيروس القاتل.

فمادام العالم يعاني من تبعاث هذا الفيروس الذي أرعب و بعثر مخططات واقتصاد كل دول العالم ، فالحال سيكون كذلك أو أكثر بالجنوب الشرقي المغربي، فالمعروف حسب مصادر رسمية أن الجنوب الشرقي يعد من أفقر المناطق بالمغرب ، بحيث تتغلب التضاريس المرتفعة على مساحة المنطقة من جهة الشمال ( سلسلة الأطلس الكبير) والوسط ( سلسلة الأطلس الصغير) و من الجنوب والشرق هضاب صحراوية، كما يؤثر أيضا الجو الصحراوي الجاف والذي يتميز بالبرد شتاء و الحرارة المفرطة صيفا، و هما العاملان الأساسيان إضافة إلى عوامل خارجية كثيرة، زادت الخناق على سكان المنطقة وخصوصا “”الرحل”” في زمن الجائحة، فمهما اشتدت المعاناة فلن تصل إلى حجم معاناة هذه الفئة التي تعيش في جبال و صحاري الجنوب الشرقي .


حين بدأ الفيروس بالانتشار في مارس الماضي، كان الجميع يتهافت على المواد الغذائية و الصيدليات وغيرها …، كان الجميع ينصت لكل جديد حول الفيروس و كل شيء عن التدابير الوقائية والأمنية اللازمة، في ذلك الحين “”رحل”” الجنوب الشرقي يبحثون عن أرض لنصب الخيام و مكان قريب للمياه القليلة و التي تنذر بموجة من الجفاف في صيف 2020، في تلك الأثناء كان الرعاة يأملون أن تجود عليهم السماء بقطرات من الرحمة، فلم يصلهم خبر انتشار الفيروس ولا يعلمون أنه تم فرض حظر التجوال و الكمامات، حتى ينتقل بعضهم الى السوق الأسبوعي لبيع بعض أغنامهم ليشتروا مواد غدائية تبقيهم في هذا العالم أسبوعا إضافيا، يفاجأ الكثير بتغير نمط العيش والحركة الدؤوبة أنه ، ويستقبل بأسئلة لا يعرف لها جوابا، أو غرامة مالية..


السوق لم يعد له وجود، و ما تبقى من أمل غاب هنا؛ فهذا أملهم وحياتهم وكل شيئ، يقرضون أمولا بصعوبة كبيرة و يأخدون معهم ما تبقى من المواد، ويعودون مجددا مع أغنامهم الى الجبال والصحاري آملين أن تعود الحياة على ما كانت عليه، لم يتمكنوا من الاستفادة من الدعم المخصص لأنه يصعب عليهم التسجيل في الوقت المحدد أو أنهم لا يعلمون بذلك أصلا، أتى الصيف الجاف و الحرارة المفرطة و زادت المعاناة على معاناة فأصبح هدفهم الأكبر هو “‘قطرة ماء”” وبدأ الترحال من جديدا بحثا عن أساس الحياة، حتى وصل وقت الزمهرير والبرد والثلوج والصقيع و مازالت الجائحة و الفاجعة في تزايد مستمر، ومازالت معاناة سكان الجبال تتفاقم و تتكاثر، آملين أن ينتهي الكابوس و تظهر ملامح الانفراج في ما تبقى من سنة الكوارث، و يبدأ ربيع السنة المقبلة بأزهار جديدة تسر قلوبهم (“”الرحل “‘) في الجنوب الشرقي و قلوب ساكنة المعمورة جميعا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.