‘ الفرواط ‘ أو ‘ حَرْ واضي ‘ في ذكرى المولد النبوي الشريف بدرعة تافيلالت

admin
آخر الأخبارجهوية
admin30 أكتوبر 2020آخر تحديث : الجمعة 30 أكتوبر 2020 - 12:05 صباحًا
‘ الفرواط ‘ أو ‘ حَرْ واضي ‘ في ذكرى المولد النبوي الشريف بدرعة تافيلالت
زايد جرو – الرشيدية

شاع اللعب وتعددت أنواعه وأشكاله بالقصور التقليدية بجهة درعة  تافيلالت  في غياب  أي شكل فرجوي حداثي ،   ألعاب بسيطة  صُنعت من مشغولات  واحية يدوية أو من جريد النخيل  وسعفه ،أو من” علف ” التمر وأشكال اخرى انقرضت او في طريق الانقراض ولم تعد الا ذكرى حربية بين التذكر والنسيان وتتوزع حسب الفصول  وحسب الجنس .

ففي ذكرى المولد النبوي الشريف يكثر اللعب  ب ” الفرواط ” او الفرواد” او ” حَرْ واضي ” باللغة الامازيغية  في  بعض المناطق ،وهو عبارة عن قطع أوراق مربعة  ملونة تلصق  بقطع صغيرة من القصب بالعجين على الشكل المبين في الصورة وتوضع في قصبة طويلة ويجري بها الطفل بين الدروب او بباب القصر مكان التجمع  ويدور الفرواط  بسرعة وكلما كان الجري والريح كان الدوران اكثر وهي متعة جميلة ورياضية في نفس الوقت يتباهى بها الأطفال وبالوان  صنعها ،واحيانا تجمع اربع “فروايط ” في  دائرة مصنوعة من القصب وتسمى “القبة ” وهي غالية الثمن قد تصل الى  درهم او درهم ونصف انذاك  في السبعينيات اما الفرواط فلا يتعدى ثمنه  6 ريالات .

الفرواط له قيمته  المرجعية الدينية التي ترتبط بأيام عيد المولد النبوي الشريف  وهو لعبة  تسلي الأطفال وتدخلهم في عالم سحري جميل فيه الحرية والجري والشعور بالراحة من تعب الحقول وتغيير المألوف، وحسب المتداول  هي لعبة اصلها من العراق بالكوفة والبصرة واستقرت مع النازحين بتافيلالت شانها شأن نوع اللباس الاسود الذي “تتلحف” به الفيلاليات  والفرواط  لعبة  شعبية قديمة عرفتها مناطق الجنوب الشرقي بالمغرب تعكس ملامح الحياة الاجتماعية وثقافتها، بكل ما تتصف به من بساطة وود وتمسك بالقيم والعادات الأصيلة، كما أنها جزء لا يستهان به من عادات الأطفال. وعلى الرغم من هيمنة الألعاب الإلكترونية الحديثة وتعدد أشكالها وأنواعها إلا أن الحنين لممارسة الألعاب القديمة يشد الكثيرين للعودة لجماليات الماضي التليد الذي ينقرض يوما بعد يوم .

الفرواط  اللعبة انتقل مدلولها  من الاستعمال المادي  العادي الى الجانب المعنوي القدحي كعادة الكثير من المشغولات اليدوية بالواحات التي وصفو ونعتوا  بها أشخاصا حسب المواقف  سواء كان الموصوف ذكرا او انثى كقولهم  فلانه  تشبه” لمزبرة  “او فلانة” كالحشفة او فلان ك ” المغصوبة ”  او كالفرواط ويبلغ  الغضب اشده حين نقول للشخص ” سير ألْفرواط ” بمعنى انه لا يستقر على حال وانه خفيف  غير رزين وكلامه لا يعتد به وانه كاللعبة  وغير ذلك من الدلالات القدحية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.