حاوره عبد العزيز بويملالن
مرحبا بك أستاذ وليد بنسليمة ضمن برنامج مسارات ، أنت فاعل جمعوي ورئيس مؤسس “للجمعية المغربية سيدتي ” . هل لك أن تقربنا أكثر من السيد وليد بنسليمة ؟
الأستاذ وليد بنسليمة كبير الجمعويين في المملكة المغربية و رئيس جمعية سيدتي المغربية ، ومن المؤسسين الأوائل الذين وضعوا الحجر الأساس للجمعية ، وقد تدرجت في عدة مجالات منها برلمان الطفل ورئاسة الشؤون الطلابية بالمغرب والاتحاد المغربي لطلبة المغرب ، شاب طموح ووطني غيور يحب وطنه وملكه و يطمح لرؤية وطنه في أفضل المستويات في جميع المجالات .
انطلاقا من إسم جمعيتكم يبدو أنها مهتمة بكل القضايا التي لها صلة بالمرأة المغربية ، فماهي المجهودات والأدوار التي تلعبها “جمعية سيدتي المغربية” للنهوض بالأوضاع الإجتماعية والإقتصادية للمرأة ؟
بالنسبة لأنشطة الجمعية التي لها صلة بالمرأة المغربية فإن جمعية سيدتي المغربية تقوم بمجهودات كبيرة جدا على مستوى النهوض بأوضاع المرأة المغربية ، وقمنا بإحداث تعاونيات مدرة للدخل مكنت الكثير من النساء من تحقيق الإكتفاء الذاتي والإستقلالية المالية حيث فتحنا ما يقارب 262 تعاونية بالمغرب استفادت منها النساء المغربيات في البوادي والمدن والمداشر والقرى والأحياء التي تعاني من الهشاشة والفقر ، ولله الحمد فقد نجحنا في هذه المشاريع وتمكنا من تحسين الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية لعدد كبير من النساء والأسر على صعيد وطننا الحبيب .
طبعا مشاكل وقضايا المرأة تختلف من مجال لآخر خاصة بين المجال القروي والحضري ، هل لجمعيتكم فروع في المدن الصغرى أو القرى بإعتبار أن المرأة القروية مازالت تعاني من الشيء الكثير هناك ؟
تختلف قضايا المرأة وتتنوع من مجال إلى اخر ، فقضايا ورهانات العالم القروي تختلف شيئا ما عن قضايا ورهانات المجال الحضري ، والحمد لله جمعية سيدتي المغربية تغطي كامل التراب الوطني ولديها فروع في مختلف جهات وأقاليم المملكة سواء في المدن أو القرى النائية والمهمشة ، لكن قضايا ومشاكل المرأة القروية تبقى على رأس إهتماماتنا في جمعية سيدتي المغربية ولن نألوا جهدا في الدفاع عنها نظرا لما تعانيه القرى من التهميش ونقص أو ضعف على مستوى خدمات التطبيب والتعليم وفرص الشغل وغيرها، مما يؤدي الى وفاة الكثير من النساء سواء أثناء الولادة أو بسبب الإهمال فضلا عن بعض المشاكل الأخرى كحرمان المرأة من حقها في الميراث والأراضي السلالية وغيرها من المشاكل والقضايا ، وجمعية سيدي المغربية دافعت وستدافع في كل المحافل والمناسبات وبكل ما أوتيت من إمكانيات وطاقات عن المرأة القروية التي تعاني من التهميش .
هل تلمس كفاعل جمعوي مهتم بشأن المرأة تغييرا في وضع المرأة بين الأمس واليوم ؟
في الواقع لا ألمس كفاعل جمعوي ومهتم بشأن المرأة المغربية أي تغيير حقيقي، هناك فقط تغيرات سطحية في الأسماء والمناصب أما التغيير الحقيقي والجوهري فهو غير موجود للأسف سواء في المغرب أو في العالم العربي عموما وقد كنا في جمعية سيدتي المغربية ولا زلنا نطالب بالمناصفة التامة في مناصب المسؤولية وطالبنا بأن يكون نصف أعضاء الحكومة من النساء حتى تتكامل القوى والكفاءات الوطنية رجالا ونساء خاصة وأن المرأة المغربية قد أثبثت جدارتها وكفاءتها في مختلف المجالات التي ولجتها ولم يعد هناك أي مبرر لحرمان المغرب من كفاءات وقوة وخبرة المرأة المغربية المناضلة والمكافحة والوطنية الغيورة ونتمنى أن تتوج مجهوداتنا في هذا الإتجاه برؤية المرأة المغربية وهي تتربع مكانتها التي تستحقها الى جانب أخيها الرجل.
الأستاذ وليد بنسليمة أنت فاعل جمعوي ذو تجربة مهمة فمن زاويتك ماهو حال العمل الجمعوي اليوم ؟
سؤال مهم جدا ، حال العمل الجمعوي للأسف يحتاج الى رجة تعيد له قيمته ، فقد تعرض للتسييس والتجاذبات والتقاطبات والحسابات الايديولوجية الضيقة التي وصلت وللأسف الشديد ببعض الجمعيات “الحقوقية “إلى مصادمة المصالح العليا وثوابث الأمة المغربية وصارت هذه الجمعيات تفكر في التمويل الخارجي أكثر مما تفكر في مصلحة الوطن ، وهذا الوضع للأسف الشديد يسيء للعمل الجمعوي ويحوله إلى معرقل لمسار التنمية بدل أن يكون رافدا ومساندا له ، ونحن في جمعية سيدتي ضد إستغلال العمل الجمعوي لمصادمة المصالح العليا للوطن فنحن مغاربة قبل كل شيء ووطنيون غيورون ، نحب وطننا وملكنا و نحن جنود مجندون وراء القيادة السامية والحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله في طريق التنمية والتقدم ومتشبثون بأهداب العرش العلوي المجيد إلى أخر نفس .
عاش المغاربة حال من الإستياء والقلق جراء وفاة المشمول برحمة الله الطفل البريء عدنان ، مما ولد نقاشا عاما ، بين من يطالب بإنزال عقوبة الإعدام على القاتل حتى يكون عبرة لغيره ، وبين من يتجاوز ذلك ويدعو إلى البحث على أنجع الحلول تضمن سلامة أطفالنا وفي هذا السياق ذهبت جمعيتكم في صف المطالبين بإعدام القاتل شنقا من خلال إصدار بلاغ استنكاري. بالتالي هل ترى في إعدام القاتل حلا ناجعا يساهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أطفالنا ؟
مطالبتنا بإعدام قاتل الطفل عدنان رحمه الله ، هي أولا وقبل كل شيء مطالبة بتطبيق القانون الذي ينص على إعدام قتلة الأطفال ، والقانون الجنائي المغربي ينص على هذه العقوبة ، ما وقع للطفل عدنان رحمه الله سبب جرحا غائرا للشعب المغربي بكل أطيافه وجعل الكثير من الأباء يشعرون بالرعب والخوف على فلذات أكبادهم ، لذلك فإعدام القاتل سيجعل القتلة والمغتصبين يفكرون ألف مرة قبل أن يقتربوا من الأطفال الأبرياء وسيضربون ألف حساب لسلطة القانون والعقوبة التي تنتظرهم ، ونحن لا نريد أن يضيع حق هذا الطفل البريء الذي نسأل الله تعالى من منبركم أن يرحمه رحمة واسعة ويرزق ذويه الصبر والسلوان ، لذلك فإن جمعية سيدتي المغربية وضعت محامييها للدفاع عن حق الطفل عدنان رحمه الله وهم الآن ينوبون عن الملف وسننوب جميعا عن حقه حتى لا يهدر حق الطفولة المغربية التي حل بها هذا الخطب الجلل .
السيد وليد بنسليمة شكرا جزيلا لك على تقبل دعوة برنامج مسارات .
المصدر : https://tinghir.info/?p=50316