في عز فصل الصيف الذي يبتدئ من شهر ماي إلى غاية نونبر من كل سنة تعرف مدينة بنسليمان نقصا كبيرا في المرافق العمومية، كالمسابح والحدائق والمنتزهات، وبعض الحدائق طالها الإهمال والنسيان ، ما يسبب معاناة لساكنة المدينة ،ليبقى خيارهم لقضاء وقت فراغهم والتمتّع به التنقل نحو المدن الشاطئية مثل بوزنيقة و الصخيرات والمحمدية .
أمام هذا الوضع، يفضل البعض البقاء بالمدينة والتنقل بين مقاهيها، أو التوجّه إلى أشباه حدائق تنعدم فيها كل شروط الراحة، كالحالة الكارثية للعشب والكراسي ومصابيح الإنارة، وغياب واقيات الشمس و ألعاب الأطفال، وغيرها مما يعطي الجمالية ويدخل الفرحة على الساكنة.
حديقة منتزه للا مريم ببنسليمان أو حديقة 150كما يحلو للبعض تسميتها (نسبة لمساحة البقع الأرضية المبنية بحي للا مريم ) على لسان الحي ساكنة، وجه أخر للامبالاة والتهميش الذي تعرف البنية التحتية للمدينة ،الحديقة تقصدها الأسر بكثافة مساء والتلاميذ والطلابة صباحا حيت توفر بعض الشجيرات والكراسي المهترئة متنفس لهم للمراجعة خاصة ايام الامتحانات.
في الوقت الذي لم يستطع لحد الساعة المجلس البلدي أن يتصدى للإهمال الذي تعرفه هذه المرافق الحيوية،فإن حديقة منتزه للا مريم تعرف وضعا كارثيا، ويبتدئ الإهمال الذي طال الحديقة من قضبان سياجها الحديدي ، و يمدد الإهمال جذوره إلى داخل الحديقة حيث موت الأشجار لغياب العناية بها مقابل ما تعرف من التخريب ،لتجد أشباه كراسي اسمنتية مهترئة وممرات تفصلك عن أحواض لا وجود للعشب فيها
،و المثير للانتباه أنه أثناء جولتك بين دروب هذه الحديقة المنسية تلاحظ الأسلاك الكهربائية متدلية من أعمدة الإنارة الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا يهدد سلامة الأطفال خاصة، بل وأصبحت مرتعا للكلاب الضالة وبعض الدواب التي تقتات مما بقي من عشب فيها .
وضع يحاكيه ما وصلت إليه حديقة منتزه للا مريم حيث يشير أحد المواطنين من الساكنة المحلية إلى أنه يحلم يوما بالاستيقاظ على بداية إنجاز الحديقة بمواصفات عالية تعيد البهجة والكرامة إلى الساكنة ، معبرا عن تخوفه أن تتحول الحديقة الى بؤرة سوداء للمخدرات وسلوكيات لا اخلاقية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=49361